تاريخ المملكة العربية السعودية في المشاركات الاولمبية

المشاركات السعودية في الدورات الأولمبية الآسيوية والعربية (14- 16)
أ.د. عبدالرزاق بن سليمان بن أحمد أبو داود

جاءت المشاركات والإنجازات السعودية في الدورات العربية الأولمبية أفضل بكثير من مشاركاتها وإنجازاتها في الدورة الأولمبية العالمية التي تقام كل أربع سنوات على المستوى الدولي. وقد بدأت المشاركات السعودية الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية لأول مرة في عام 1978م خلال الدورة التي أقيمت في مدينة بانكوك عاصمة تايلاند. وجاءت نتائج المشاركات السعودية في هذه الدورة الآسيوية الأولمبية المهمة متواضعة في المشاركات الأربع الأولى بين عامي 1978-1990م، غير أن هذا الوضع تغير إلى الأفضل نسبياً في المشاركة الخامسة في عام 1994م، وذلك في الدورة الآسيوية الأولمبية التي أقيمت بمدينة هيروشيما اليابانية. وأحرزت الفرق السعودية في هذه الدورة أول نجاح لها في هذا الملتقى القاري الكبير بما مجموعه تسع ميداليات احداها ذهبية، وهي الذهبية الأولى للمملكة العربية السعودية على المستوى الأولمبي الدولي - كما نعتقد - بالإضافة إلى ثلاث فضيات وخمس برونزيات. ولم تشارك المملكة في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية التي أقيمت في مدينة بانكوك التايلندية (عام 1998م) لأسباب أمنية وسياسية مختلفة كما هو موضح بالجدول المرفق.











وجاءت مشاركة المملكة العربية السعودية في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية الرابعة عشرة التي أقيمت في مدينة بوسان الصينية ناجحة إلى حد كبير، وذلك من خلال سبع ميداليات ذهبية وميدالية فضية جميعها في ألعاب القوى. وتعتبر هذه الحصيلة نجاحاً نوعياً جيداً في هذا المضمار ينسب للاتحاد السعودي لألعاب القوى وكذلك اللجنة والأولمبية السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب، بحيث يمكن الاستنتاج أن المشاركة في هذه الدورة وإنجازاتها كانت الأفضل حتى الآن على المستويين الدولي والقاري على الاطلاق.

ويشير هذا النجاح - كما نعتقد - إلى عمل منهجي منظم سار عليه الاتحاد السعودي لألعاب القوى بدعم ومتابعة مباشرة من اللجنة والأولمبية السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما تجب الإشارة إلى الدور المحوري الملحوظ الذي قام به رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد الذي استطاع - مع زملائه الأكفاء في اتحاد اللعبة - إحداث نقلة نوعية تطويرية ناجحة في فعاليات الاتحاد ونشاطاته وبرامجه وتطلعاته من خلال استقطاب الخبرات الفنية والإدارية، وفتح قنوات مباشرة للتعاون وتبادل الرأي وتقديم الدعم الفني والإداري للأندية الرياضية السعودية والجهات المعنية الأخرى كوزارة التربية والتعليم وغيرها، وقيامه شخصياً بتتبع ومناقشة ومساندة أنشطة ألعاب القوى في الأندية الرياضية السعودية ورعاية اللاعبين السعوديين في هذا المجال وهو ما يستحق الإشادة والتقدير.

ونذكر لسمو الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى - بكل التقدير والاحترام - زيارته المهمة وبمبادرة كريمة منه للنادي الأهلي الرياضي بجدة عام 1423هـ - ابان رئاستي للنادي - ومكوثه معنا ساعات طويلة ممتعة بحضور نائب رئيس النادي الأهلي في حينها الأستاذ عبدالرزاق معاذ سعد، وكانت قد «طرحت» في حينها بعض الاقتراحات بشأن «التفكير» في «الغاء» أو «تجميد» «بعض» ألعاب القوى بالنادي الأهلي الرياضي لأسباب مختلفة - مالية وتنظيمية أساساً - غير أن الطرح الموضوعي الذي أبداه الأمير نواف بن محمد، والمناقشات المثيرة المدعومة بالأدلة العملية والعلمية التي أبرزها برحابة واناة وسعة أفق، «اقنعتنا» - في النادي الأهلي - بأهمية هذه الألعاب ليس للنادي الأهلي فقط، وانما بالنسبة للرياضة السعودية. وقد أشرنا إلى هذا اللقاء الرياضي المهم في حينها للتدليل على أهمية تبادل الرأي بين الجهات المعنية بالرياضة السعودية! وضرورة الانفتاح والانطلاق إلى الميادين الرياضية لمتابعة الأنشطة في الأندية عن قرب وبصورة مباشرة، بعيداً عن التقارير وملفاتها وعلى طبيعة المنهج العملي الذي يتبعه رئيس اتحاد ألعاب القوى ومرئياته الواقعية لتطويرها باستمرار، ومبادراته الميدانية الناجحة في الالتقاء بمسؤولي الأندية الرياضية. وهي قنوات اتصال مهمة تفتقد إليها بعض الاتحادات الرياضية السعودية الأخرى، ولا تعيرها كثيراً من الأهمية! وهذا نموذج عملي جدير بالتنويه به واتخاذه مثلاً يحتذى به.

وفيما يتعلق بالمشاركات السعودية الرياضية في دورة ألعاب غرب آسيا، فقد حققت فيها المملكة نتائج طيبة خاصة في ألعاب القوى، فقد حققت المملكة في دورة ألعاب غرب آسيا التي أقيمت بالكويت مجموع 14 ميدالية، منها خمس ذهبيات وست فضيات، كما حققت العديد من الميداليات الذهبية والفضية في دورة الرياضة العربية خاصة في الدورات الأخيرة التي أقيمت في كل من دمشق (1992م)، وعمان (1999م)، والجزائر (2004م)، خاصة في مجال ألعاب القوى.

وبالرغم مما أشرنا إليه فيما يتعلق بالمشاركات السعودية الرياضية في الدورات الأولمبية الآسيوية والعربية، وبعض النجاحات المتحققة خاصة في ألعاب القوى، وهي مجال مهم يجب التركيز عليه وتطويره باستمرار، إلا أن مستوى المشاركات والإنجازات السعودية في الدورة الأولمبية الدولية والآسيوية كذلك ما زلت دون الآمال المعقودة، وما زال أمام اللجنة الأولمبية السعودية الموقرة الكثير من الأعباء والمسارات التي تحتاج إلى دعم مالي - خاصة الأندية الرياضية - وأهمية ضرورة تفعيل وتطوير التعاون مع الجهات المعنية الأخرى، خاصة الأندية الرياضية ووزارة التربية والتعليم والجامعات والجهات الأخرى، وضرورة صياغة برامج مشتركة لتطوير قاعدة الألعاب المختلفة في القطاعات المدرسية والجامعية والسنية في الأندية، التي تمثل - مجتمعة - القاعدة والمنبع الأساسي الذي تعتمد عليه الدول المتطورة رياضياً في تحقيق إنجازاتها الأولمبية الدولية.

وإلى اللقاء في الغد بإذن الله،،،





(1) المصادر:

- WWW.GPYW.GOV.sa

- الرئاسة العامة لرعاية الشباب، (1415ه) النشاط الرياضي للرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات والأندية الرياضية، مطابع العصر، الرياض.

- الرئاسة العامة لرعاية الشباب «إعداد ومتابعة سلطان الشامري» (1422ه) الإنجازات الثقافية والشبابية والرياضية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، مطابع الشرق الأوسط الرياض، ص: 140-148.

- الرئاسة العامة لرعاية الشباب (1419ه)، التطور الحضاري للمملكة العربية السعودية في مجال الرياضة والأندية الرياضية، مؤسسة الممتاز للطباعة والتجليد، الرياض، ص: 161-169.

- الرئاسة العامة لرعاية الشباب (1422هـ )، عهد الفهد: عشرون عاماً من العطاءات والإنجازات - ثقافة - شبابية - رياضية، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الرياض.

- صحف سعودية مختلفة.

صحيفة الرياض:22/12/1425هـ