تاريخ التربية البدنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ التربية البدنية

نعمل علي تبسيط المقرر الدراسي لتاريخ التربية البدنية لطلاب قسم التربية البدنية - كلية التربية- جامعة ام القري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يبداء الاختبار اليوم وينتهى الخميس القادم

 

 الحضارة في العصر القديم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسين المجلي
طالب ممتاز
طالب ممتاز
حسين المجلي


عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 22/03/2010

الحضارة في العصر القديم Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة في العصر القديم   الحضارة في العصر القديم Emptyالثلاثاء مارس 23, 2010 9:42 am

• الصفحة الرئيسة
• حول الموقع
• شروط الإستخدام
• للتواصل بنا
• حقوق النشر


________________________________________



• تقارير إخبارية
• منتدى العصر
• قضية وآراء
• حوار العصر
• ملفات ساخنة
• الثقافة والأدب


مكينة البحث
البحث عن :
في:

بحث متقدم

مختارات العصر
• عراق المستقبل وهم!
• أحمد شلبي ورهن مصير العراق من واشنطن إلى إيران؟!
• كتب قد تهمك (2)
• تركيا تشهد مواجهة بين القوى الديمقراطية والدولة المستترة
• التغير الاجتماعي وصراع القيم
• هناك ما هو أبشع من الفساد...
• الرئيس مبارك... البرادعي... والإخوان المسلمون
• الجغرافيا والتاريخ...العمق الإستراتيجي الجديد لتركيا
• روسيا والأزمة النووية الإيرانية
• ما وراء الصداع الإيراني!


من أقلام العصر
• د. زكريا سليمان بيومي
• د محمد بن إبراهيم السعيدي
• د.عبدالله بن ناصر الصبيح
• جمال سلطان
• نواف القديمي


قائمة المراسلة
اسمـك :

البـريد :

إضافة إزالــة


العصر برعاية










مجلة العصر » قضية وآراء
نسخة للطباعة
اكتب رأيك
اخبر صديقك
اتصل بنا
قيم هذه المادّة:






5.00 من 5 (1 صوت)

الإسلام والغرب: الواقع الموضوعي والتوظيف السياسي 3/3
04-3-2008
مصطفى إنشاصي / كتب يمني

ذلك الشعور بالنقص والدونية عند الغرب تجاه العرب قبل الإسلام؛ قد تعمق وتجذر أكثر بعد الإسلام، خاصة بعد أن دخل على الصراع بُعد جديد، هو: البُعد العقائدي أو المنهجي. وهو الذي يولد الشعور بالخوف والرعب عند الغرب من الإسلام اليوم، وعدم اطمئنانه على مستقبله ما دام الإسلام باقياً عقيدة سليمة بعيدة عن التحريف والتزييف، ولم يصبها ما أصاب اليهودية والنصرانية، اللتان تحولتا إلى أديان وثنية وبشرية، بعد أن أخضعهما العقل الغربي لأهوائه ورغباته ونزواته. وسوف نعرض بإيجاز شديد لهذا البُعد الجديد.
* الخوف من الإسلام
ذلك الشعور بالنقص والدونية عند الغرب تجاه العرب قبل الإسلام؛ قد تعمق وتجذر أكثر بعد الإسلام، خاصة بعد أن دخل على الصراع بُعد جديد، هو: البُعد العقائدي أو المنهجي. وهو الذي يولد الشعور بالخوف والرعب عند الغرب من الإسلام اليوم، وعدم اطمئنانه على مستقبله ما دام الإسلام باقياً عقيدة سليمة بعيدة عن التحريف والتزييف، ولم يصبها ما أصاب اليهودية والنصرانية، اللتان تحولتا إلى أديان وثنية وبشرية، بعد أن أخضعهما العقل الغربي لأهوائه ورغباته ونزواته. وسوف نعرض بإيجاز شديد لهذا البُعد الجديد.
* عالمية صراع المناهج والحضارات:
لم يكن الصراع قبل الإسلام بين الإمبراطوريات المختلفة، يحمل في طياته أبعاداً دينية أو حضارية تميز أمة عن أمة، لأن الجميع كان وثنيا، ولم يكن الخطر الذي يهدد أحد منهم يكمن في قوة الخصم الفكرية أو الحضارية، ولكن كان يكمن في القوة العسكرية فقط. أما بعد الإسلام فقد أضيف بُعد أقوى من القوة العسكرية، وأكثر فاعلية من العرق والقبيلة، ألا وهو البُعد الأيديولوجي _ إن صح وصف الإسلام بالأيديولوجيا، لأن الإسلام منهج حياة متكامل وشامل للدنيا والآخرة ورسالة عالمية ذات أبعاد ثقافية وإنسانية وحضارية. والبعد الحضاري المنبثق عن تلك الأيديولوجية الإنسانية المعالم والأبعاد، التي لم تستهدف من فتوحاتها للبلاد الأخرى ما كان يستهدفه المحتلون سابقاً ولاحقاً، وهو احتلال الأرض واستعباد الشعب، ولكن استهدفت تحرير الإنسان من عبودية الإنسان، وتخليصه من القيود والأغلال التي أثقلت كاهله نتيجة فقدان المنهج الذي يحترم إنسانية الإنسان وكرامته، والذي ينظم علاقة الإنسان بالإنسان، ويعيد التوازن إلى الحياة في هذا الكون. فمنذ "انطلاق الدعوة الإسلامية من الجزيرة العربية عرف العالم لأول مرة أول نموذج عقدي ـ سياسي كوني يجمع الدين والدولة في إطار رسالة سماوية توحيدية واحدة" .
ومنذ تلك الانطلاقة أصبح الصراع الذي يدور على الأرض صراعا يدور بين حملة رسالة السماء الإلهية، المجسدين للمنهج الحضاري الإلهي في الأرض، وبين أصحاب المناهج والحضارات الوضعية. لقد أصبح الصراع صراع مناهج، بين منهج الحق ومنهج الباطل، بين منهج الخير ومنهج الشر. لأنه ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتقل الصراع إلى "شكله الأخير، شكل العالمية حيث يصبح العرب ليس كقومية ولكن كفاتحة لعالمية المنهج "كنتم خير أمة أخرجت للناس" 3/11 وفي مقابلهم عالمية النهج المضاد وهي الحضارة الغربية".
* عالمية الإسلام:
بعد أن مكّن الله لدينه في الجزيرة العربية، لم يركن المسلمون لإدارة شئون حياتهم في تلك الجزيرة، ولم يبتغوا الأجر والثواب في العيش بجوار الحرم المكي أو بجوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والصلاة فيهما والصلاة في الأول كما جاء في الحديث بخمسة مئة ألف صلاة، وفي الثاني بمائة ألف صلاة، ولم يكتفوا بأجر أداء فريضة الحج كل عام ... إلخ من الأجر والثواب من كثير من الأعمال التي كان باستطاعتهم القيام بها وهم في بيوتهم وديارهم. ولكنهم فهموا الإسلام خلاف ذلك، وعلموا من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الواجب الشرعي نحو هذا الدين وأن الغاية من هذه الرسالة ليس تخليص مشركي الجزيرة العربية من عبادة الأوثان لله الواحد الأحد، وأدركوا أن الأجر والثواب العظيم ليس فقط في الركون للعبادة من صلاة وصوم وحج وغيرها، ولكن الأجر والثواب الأعظم هو في تحقيق الغاية الكبرى من خلق الإنسان وهبوطه إلى الأرض، في تحقيق مهمة الاستخلاف للإنسان في الأرض واستعمارها وتشييد الحضارة الإلهية فيها كما يحب الله ويرضى، وأن ذلك لا يكون إلا بالقيام بواجب تبليغ هذه الغاية إلى جميع شعوب الأرض وتخليصها مما هي عليه من ضلال وانحراف عما يجب أن يكونوا عليه.
من روح هذا الفهم للمنهج الإلهي، ومن وحي الخيرية التي وصف الله بها أمة الإسلام، انطلق المسلمون للقيام بواجب الرسالة، وتبليغ الأمانة، وأداء دورهم العالمي، وأخذ مكانتهم الحضارية كقائد ورائد للبشرية. فكانت انطلاقتهم من قلب الجزيرة العربية "باتجاه حوض الحضارات واستطاعوا في زمن قياسي أن يقيموا دولة عظيمة ومترامية الأطراف وحضارة هي أعظم الحضارات وأكثرها تأثيراً في تاريخ البشرية ولقد استمرت هذه الحضارة لمدة ثلاثة عشر قرنا من الزمان ضمن مراكز حضارية متناوبة ومتعاقبة من المدينة إلى دمشق إلى بغداد إلى القاهرة إلى استانبول، ولقد مثلت الروح القرآنية المنبثقة عن لقاء السماوات بالأرض انطلاقا من حراء والمنبثقة من المنهج التوحيدي، مثلت القوة الدافعة لحركة المسلمين وانتصاراتهم وإبداعهم المتنوع على مدى قرون عديدة" .
* الغزو الفكري والحرب الصليبية:
في تلك الأبعاد "المنهج، العقيدة، الحضارة" العالمية التي نتجت عن رسالة الإسلام، تكمن خطورة الإسلام على الغرب، تلك الأبعاد هي التي هددت ـ ولا تزال تهدد ـ وجود الغرب في عقر داره لأول مرة، منذ أن خرج الغرب إلى خارج حدود قارته الأوروبية، على يد الإسكندر المقدوني قبل نحو ألف سنة من تاريخ نشر الإسلام رسالته على ربوع الأرض، وتهديد أوروبا النصرانية بالزوال. لأن خطر الإسلام على أوروبا وحدودها آنذاك لم يكن متمثلا فقط في جيوشه العسكرية المحاصرة لها من كل الجهات، ولكن كان الخطر يكمن في غزوه لها فكريا وحضاريا أقوي منه عسكرياً، لأنه في الوقت الذي لم تدخل فيه جيوش المسلمين أراضي أوروبا فقد دخلتها الثقافة الإسلامية وبعض العادات والآداب الإسلامية. فقد كان المسلمون أول من غزا أوروبا فكريا وثقافيا وحضاريا، وذلك عبر مراكزهم الحضارية المشعة في قبرص وإسبانيا وغيرها. كما أن فتح الإسلام لأوروبا لم يكن فاتحا عسكريا فقط بل وفكرياً، فالحضارة الإسلامية وثقافتها هي الوحيدة التي استطاعت أن تكسر الحاجز الذي فرضته أوروبا أيام الكنيسة على نفسها واستطاعت أن تنفذ إلى قلب أوروبا وتتحداها.
ولم يكن هذا التهديد بالقوة العسكري الإسلامية فقط، ولكن كان التهديد الأشد خطورة عليه في الغزو الثقافي والفكري والحضاري، الذي أعتبره كثير من مؤرخي الحروب الصليبية من الغربيين من أهم الأسباب التي دفعت البابا (أوربان الثاني) إلى إعلان الحرب على المسلمين. حيث يذكر بعض المؤرخين: "أن الباباوات بعد أن وقفوا على شغف العالم الأوروبي بالثقافة العربية، سعوا إلى مقاومتها بشتى الطرق، لأنها تشكل خطرا على أوروبا ودينها .. فقد كان يترتب على الذين يريدون الوقوف على حضارة عصرهم أن يجيدوا اللغة العربية، وللعربية فلسفتها، وفلسفتها تناقض الإنجيل، وكان العرب قد سادوا العالم بالقرآن الكريم" . ويصف (غابريلي) في كتابه "تراث الإسلام" حال أوروبا النصرانية آنذاك، بقوله: "لقد استعربت "المسيحية" بسرعة لغويا وثقافيا" .
ومن دون خوض في مناقشة بواعث الحروب الصليبية وتعريفاتها نود أن نؤكد من البداية أنها لم تكن من أجل إنقاذ بيت المقدس من أيدي المسلمين. ولكن من أجل تدمير الإسلام الذي هدد وجود النصرانية في عقر دارها. يقول المستشرق غاردنر: "لقد خاب الصليبيون في انتزاع القدس من أيدي المسلمين ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي، والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة بقدر ما كانت لتدمير الإسلام" .
كما أن الحرب الصليبية هي جزء من الصراع القديم بين الشرق والغرب، وقد حركته هذه المرة القوة الإسلامية التي هددت الغرب النصراني في عقر داره، كما يقول الدكتور(محمد مصطفى زيادة) في مقدمة كتابه "حملة لويس التاسع على مصر" أن: "الحروب الصليبية حركة أوروبية اعتدائية توسعية استمدت جذورها من قديم التنافس العميق بين الشرق والغرب. ومن توغل الفتوحات الإسلامية الأولى في أطراف الإمبراطورية البيزنطية. وفي أجواف الممالك المسيحية الغربية في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وجزر المتوسط، وتضاف إلى هذه العوامل العالمية الكبرى، عوامل أوروبية محلية، وهذه ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وإلى صميم التاريخ الأوربي في ذلك القرن" .
* فضل الإسلام على الحضارة الإنسانية:
إن هدف وغاية الرسالات الإلهية على اختلاف عصورها ونزولها وظروفها المادية والإيمانية، كان ولا يزال هو إعادة دمج الإنسان في رحم الكون، وتشييد الحضارة البديلة للحضارة الوضعية، التي تعلو فيها إرادة الإنسان على كل شيء، وتتصور نفسها المالكة لكل ما في الكون ولا يوجد إرادة تعلو على إرادتها، كما هو حال الحضارة المادية الغربية هذا العصر التي تمثل قمة الطغيان البشري عبر التاريخ. لذلك كانت الحضارة الإسلامية في نسقها وتطورها تقوم على الرعاية الإلهية لها باعتبارها حضارة السلام والوحدة في شكلها العالمي أو هكذا يفترض أن تأتي مسيرتها النهائية. تلك الغاية التي حققها الإسلام والحضارة الإسلامية في عصور ازدهارها، اضطرت المؤرخ الغربي (ويلز) في كتاب معالم "تأريخ الإنسانية" أن يقول: كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنى سارت سوى دين الإسلام".
إن الإسلام لو قُدر له أن ينتصر في معركة "بلاط الشهداء" عام732م ما أسف على ذلك اليوم كثير من كتاب ومؤرخي الغرب المنصفين، ولما اعتبره أحد شعراء البلاط الفرنسي أسود يوم أو سنة في تاريخ أوروبا، لأنه كان سيغير وجه الكرة الأرضية وتاريخ الحضارة الإنسانية، وكانت أوروبا جميعها اليوم تدين بالإسلام، ولَِما عاشت ظلمات القرون الوسطى. وهذا بعضاً مما وصف به بعض الغربيين ذلك اليوم: يقول هنري(دي شاميون) تحت عنوان "الانتصار الهمجي على العرب": لولا انتصار جيش العربفي شار مارتل الهمجي على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي في معركة تور "معركة بلاط الشهداء" لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى ولما أصيبت بفظائعها، ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني. ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش. ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون بينما كنا مثال الهمجية. ويقول( أناتول فرانس) عن أفظع سنة في تاريخ فرنسا: هي سنة 732م وهي السنة التي حدثت فيها معركة بواتيه "معركة بلاط الشهداء" والتي انهزمت فيها الحضارة العربية أمام البربرية الإفرنجية. ويقول أيضاً: ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي إن انتصاره أخر المدنية عدة قرون .
وقد اعترف كثير من مؤرخي الغرب ومستشرقيه بفضل الإسلام والمسلمين على العالم، وبفضل الحضارة الإسلامية على الإنسانية بما قدمته لها من نتاج فكري وحضاري ضخم. يقول (سيديو): "كان المسلمون في القرون الوسطى منفردون في العلم والفلسفة والفنون وقد نشروهما أينما حلت أقدامهم، وتسربت منهم إلى أوروبا، فكانوا هم سببا في نهضتها وارتقائها".
ويذهب إلى أن المسلمين هم في واقع الأمر أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة. ويقول المؤرخ الفرنسي الدكتور جوستاف لوبون: "إن العرب أنشئوا بسرعة حضارة جديدة كثيرة الاختلاف عن الحضارات التي ظهرت سابقاً". أما (ول ديورانت) صاحب كتاب "قصة الحضارة" فيقول عن سيادة الإسلام وتزعمه للعالم آنذاك: "لقد ظل الإسلام خمسة قرون على الأقل من عام 7م ـ 12م يتزعم العالم كله في القوة والنظام، وبسطه الملك، وجميل الطباع والأخلاق، وفي ارتفاع مستوى الحياة والتشريع الإنساني هي الرحيم، والتسامح الديني، والبحث العلمي، والعلوم، والطب والفلسفة ...ألخ" . والحضارة الغربية المعاصرة لم تُدَشن في مدن أوروبا كما يقول (محمد أسد): "ولكن الذي وضعه العرب كان أكثر من بحث لعلوم اليونان القديمة، لقد خلقوا لأنفسهم علما جديدا تام الجدة. لقد وجدوا طرائق جديدة للبحث، وعملوا على تحسينها، ثم هذا كله وصل بوسائط مختلفة إلى الغرب، ولسنا نبالغ إذا قلنا: "إن العصر العلمي الحديث الذي نعيش فيه لم يدشن في مدن أوروبا النصرانية، ولكن في المراكز الإسلامية في دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة" . أما نيكسون فيقول: "... أما المكتشفات اليوم فلا تحسب شيئا مذكوراً إزاء ما نحن مدينون به للرواد العرب الذين كانوا مشعلاً وضّاءاً في القرون الوسطى المظلمة ولا سيما أوروبا ..." .
* التغريب أو الهلاك:
كان الإسلام في ذلك الوقت هو الطرف الأقوى في المعادلة الدولية، وقد بقي موقف الغرب متذبذبا بين القوة والضعف في مواجهة القوة الإسلامية عسكريا وحضاريا. وقد استمر التهديد الثقافي والحضاري الإسلامي لأوروبا النصرانية إلى زمن بعيد من انتهاء الحروب الصليبية، وقد حمل لواء هذا التهديد القوة الإسلامية الصاعدة في ذلك الوقت، القوة العثمانية. وقد هزت الانتصارات والفتوحات التي حققها العثمانيين أوروبا وأقلقت عرش البابوية والملوك والأمراء، وأشاعت الذعر والخوف في قلوب الغرب الصليبي، وزادت من روح الحقد والكراهية ضد الإسلام والدولة العثمانية خاصة، وأصبحت الدولة العثمانية أحد العوامل الرئيسة في كافة التوازنات السياسية الأوروبية، وغدت إسطنبول مقرا لنشاط سياسي دبلوماسي كثيف لكل الدول في ذلك الوقت.
وقد كان لا بد لهذا الفتح العسكري والحضاري الإسلامي العثماني في أوروبا، وفي جميع ساحات المواجهة وميادين القتال، أن يحرك الروح الصليبية في النفوس لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الوجود النصراني في عقر داره، ما دفع البابا إلى الدعوة القوى الصليبية آنذاك للتحالف ضد الخطر الإسلامي، وقد حدثت أكثر من معركة بين العثمانيين المسلمين والغرب الصليبي، شاركت فيها قوى صليبية متعددة وبدعوى من البابا، وكانت الحماسة الصليبية في نفوس المقاتلين ضد العثمانيين المسلمين كما كانت في الحروب الصليبية في بلاد الشام، وكان من أشهر تلك المعارك وأخطرها، معركة "لبانت" البحرية سنة 1571 في عهد السلطان سليم الثاني. وقد كانت هذه العركة كارثة على القوة الإسلامية العثمانية، فقد تحطمت غالبية وحدات الأسطول الإسلامي، كما قتل أو غرق عدد كبير من القادة البحريين والبحارة المدربين. مما أثر على قوة الجيوش الإسلامية، وبالتالي على الوجود الإسلامي في أوروبا.
وقد بدأت بعد تلك المعركة مرحلة التوازن الدولي بين الإسلام والغرب، وفي الوقت نفسه استمر تهديد الثقافة والحضارة الإسلامية للغرب الصليبي، إلى أن اختل ميزان القوة بين الطرفين إثر فشل الحصار العثماني الثاني لفينا عاصمة النمسا عام 1683م، الذي أعقبه هزيمة الجيوش الإسلامية في منطقة البلقان. وقد علق على هذا الفشل الدكتور (بشير موسى نافع) بقوله: (كان فشل معركة فينا إيذانا بتوازن جديد للقوى في وسط أوروبا وشرقها، بدأت أوروبا على أثره في إعادة الكرة بعد أن تراجعت لأكثر من قرنين أمام العثمانيين) .
أما المؤرخ البريطاني (أرنولد توينبي) فقد أعتبره في رسالته "الإسلام والغرب" إيذانا بتحول الغرب (إلى قوة كاسحة وصاحبة السلطان في العالم حتى أنه لم يعد أمام الآخرين "المسلمين" خيار، فإما التغريب وإما الهلاك) . ومنذ ذلك التاريخ بدأت مرحلة جديدة من مراحل الصراع الوجودي بين الإسلام والغرب، بدأ فيها الغرب محاولاته الجادة والقوية لاختراق الأمة, وفرض سيطرته وهيمنته الثقافية والفكرية والعسكرية، ومشروعه ونموذجه الحضاري كله عليها. وبسبب فشل السلاطين العثمانيين في تجديد النموذج الحضاري الإسلامي، وأخذ بعضهم ببعض مظاهر النموذج الحضاري الغربي، بدأ الإسلام يفقد موقعه القيادي الدولي، وبدأت أوروبا تأخذ موقعه طارحة نموذجها الخاص والمختلف بديلا عن النموذج الإسلامي.
* قدرة الإسلام على قيادة العالم:
وعلى الرغم من ذلك، فإن الغرب لا زال يخشى من عودة الإسلام لقيادة العالم، وذلك لأنه يملك كل مقومات تلك القيادة في الوقت الحاضر، ولأنه يحمل بداخله مقومات قوته وإمكانية تجددها مهما كانت حالة الضعف التي يعاني منها، واعترافات الغرب بهذه الحقيقة التي تخيفه من الإسلام رغم كل مظاهر الضعف البادية على أمته كثيرة، نذكر منها:
يقول البروشادور في حديث له عن المسلمين: إن هذا المسلم الذكي الشجاع قد ترك لنا حيث حل آثار علمه، وفنه أنار مجده وفخاره. ويقول: من يدري؟ قد يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الإفرنج مهددة بالمسلمين فيهبطون من السماء لغزو العالم مرة أخرى ولست أدعي النبوءة ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة لا تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها. ويقول مرماديوك: "إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع أن يقف أمام حضارتهم". هذا الذي يخيف الغرب اليوم هو الذي أخافه وهدد وجوده بالأمس وكان سبباً في إعلان الحروب الصليبية للحفاظ على الوجود الغربي النصراني في حدود القارة الأوروبية.
أما هانوتو وزير خارجية فرنسا يرى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة وتفوق وهذا مكمن الخطر في نظره فيقول: "لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر" . ذلك سر قوة وحجم تأثر الحضارة الإسلامية، الذي اندهش جوستاف لوبون من قوة فعلها في الشعوب الأخرى غالبة ومغلوبة، واعتبر ذلك دليل على عظمة الإسلام وقوته، فيقول: "لا شيء يورث العجب أكثر من انتصار حضارة العرب الإسلامية على همجية جميع الغزاة، ومن تخرج هؤلاء الغزاة من فورهم على مدرسة العرب المغلوبة فقد دام عمل العرب الحضاري إلى بعد زوال سلطانهم السياسي بزمن طويل" . ذلك الاندهاش من قوة فعل الحضارة الإسلامية في الغزاة هو الذي يجعل جوستاف لوبون نفسه يحذر وينذر الغرب الصليبي في هذا العصر من خطر قدرة الإسلام على إعادة توحيد شعوب الأمة، رغم ما بينها من اختلافات، فيقول: "رغم ما بين الشعوب الإسلامية من فروق عنصرية، فانك ترى بينها من التضامن الكبير ما يمكن أن يشدها ويجمعها تحت راية واحدة في أحد الأيام".
وهو نفسه الذي جعل المؤرخ البريطاني المشهور توماس أرنولد توينبي الذي حذر في مناسبات كثيرة من قوة الإسلام، وقدرته على التأثير في الشعوب الأخرى في كل الظروف، إلى أن يحذر من إمكانية أخذ الإسلام لدوره الحضاري في أي حرب عنصرية قادمة، فيقول: "إذا سبب الوضع الدولي الآن حرباً عنصرية يمكن للإسلام أن يتحرك ليلعب دوره التاريخي مرة أخرى.. أرجو ألا يتحقق ذلك" .
كما أن صحيفة "التايمز" الأمريكية عبرت عن هذه الرؤيا، مذكرة بأن الخوف من خطر المسلمين لم ينتهِ بقولها: "أزاح الغرب مع مضي الوقت عن كيانه خطر المسلمين إلا أنه لم يتخلص تماماً من ذكرى الخوف الذي عانى منه ألف سنة" .
* انهيار الحضارة الغربية :
لقد أقلقت نظرية كون الحضارات تمر بدورات متعاقبة تنمو وتزدهر، ثم تشيخ وتذبل وتندثر، بال زعماء الدول الأوروبية الصليبية التي كانت تحتل معظم أراضي العالم القديم والجديد. وقد كان أول من تنبأ تنبؤا قاطعا بانهيار الحضارة الأوروبية الحالية الفيلسوف الألماني (أوزوالد شبنجلر)، وقد آمن المؤرخ البريطاني (جيمس أرنولد توينبي) بنظرية شبنجلر ولكنه قال: (أن هذا لن يحدث للحضارة الراهنة، والسبب في رأيه أن الحضارة الراهنة تعلمت من التاريخ وعرفت الخطر فهي سوف تتمكن من أن تتجنب تكراره) . فما هو هذا الخطر المحدق بالحضارة الأوروبية الذي عرفته وتعمل على تجنب تكراره؟. يجيب على هذا السؤال:
* مؤتمر لندن وتقرير كامبل بنرمان:
لقد كان مؤتمر لندن الذي عقد عام 1950م أخطر عمل قام به المستشرقين الغربيين ضد الأمة والوطن، فقد عقد المؤتمر بدعوى من حزب المحافظين البريطاني، وكان يهدف المؤتمر إلى تكوين جبهة من الدول الأوروبية ذات المصالح المتوافقة في العالم آنذاك، وهي: بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا. وقد اتفقت هذه الدول على التعاون الودي فيما بينها، وتأليف لجنة من خبرائها تتولى الدراسة والبحث في نمو مصالحها المشتركة التي كانت تتمتع بها. وقد اشترك في المؤتمر مجموعة من كبار علماء التاريخ والاجتماع والزراعة والبترول والجغرافيا والاقتصاد، وأضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين ممثلين عن الدول الصليبية المشاركة فيه. وقد كان الموضوع الوحيد المطروح للدراسة والبحث في هذا المؤتمر، كما جاء في خطاب (كامبل بنرمان) رئيس وزراء بريطانيا عن حزب الأحرار آنذاك، هو: (... فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون السقوط والانهيار، أو تؤخر الاستعمار الأوروبي وقد بلغ الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفذت مواردها وشاخت معالمها بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية). وقد حدد كامبل بنرمان الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية في خطابه الافتتاحي عندما قال: ( إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا) .
بعد سنتين، أنهى المؤتمر دراسته وقدم نتائج ما توصل إليه على شكل تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية، وعندما رأت خطورته أحالته إلى وزارة المستعمرات البريطانية، ثم اختفى التقرير من غير أن يعرف أحد به، إلى أن نشره صحفي بريطاني صهيوني في معرض الدفاع عن الوطن القومي اليهودي في فلسطين، واستشهادا بآراء الحكومة البريطانية وقراراتها وموافقة سادة الاستكبار العالمي على ذلك، وتبريرا لقيام الكيان الصهيوني كضرورة اقتصادية وسياسية واجتماعية لأوروبا ومصالحها و سيطرتها على الشرق .
وقد حدد التقرير موطن الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية، بأنه يكمن في الشعب الواحد الذي يعيش على الشواطئ الجنوبية والشرقية للشريان البحري الحيوي لتلك الدول وللتجارة العالمية (البحر المتوسط)، والتواصل بين تلك الدول ومناطق احتلالها. لذلك كانت توصياته العاجلة تتمثل في: (ضرورة فصل الجزء الإفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي، وضرورة إقامة الدولة العازلة).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحضارة في العصر القديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موجز تاريخ مصر القديم
» تاريخ دولة الامارات القديم والحديث
» حضارة الاغريق والرومان وعلاقتهما بالعصر القديم
» :: عبدالرحمن الدهام .. اللاعبــ والعاشق الشبابي القديم ::
» العصر الحديث في مصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تاريخ التربية البدنية :: الموضوعات العامة :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: