تاريخ التربية البدنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ التربية البدنية

نعمل علي تبسيط المقرر الدراسي لتاريخ التربية البدنية لطلاب قسم التربية البدنية - كلية التربية- جامعة ام القري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يبداء الاختبار اليوم وينتهى الخميس القادم

 

 الرياضة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فيصل النفيعي
طالب ممتاز جدا
طالب ممتاز جدا
فيصل النفيعي


عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرياضة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الرياضة في الإسلام   الرياضة في الإسلام Emptyالأربعاء أبريل 28, 2010 1:55 am

إن التغيير في السلوك المعيشي اليوم نظرا للتطور السريع والتقدم والتقنية في جميع مجالات الحياة اليومية واعتمادنا الكلي على العديد من أجهزة التحكم والمصاعد والسلالم الكهربائية واستعمال وسائل المواصلات الحديثة كالسيارات وغيرها, هذا بالإضافة الي أن معظم الأعمال التي يشغلها العديد من الناس تتطلب الجلوس الطويل نظراً لاستخدام اجهزة الكمبيوتر بشكل كبير .. أدى كل ذلك إلى اتباع سلوكيات خاطئة في أمور الحياة اليومية من قلة الحركة والنشاط ( وليس فقط على الشخص نفسه بل امتد الأمر إلى أولاده و أسرته وهي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع ) وهذا بدوره سبّب مشاكل صحية ونفسية كثيرة للفرد والأسرة والمجتمع.

والرياضة في الإسلام موجهة نحو غاية، تهدف إلى القوة، وهي في نظر الشارع وسيلة لتحقيق الصحة والقوة البدنية لأفراد الأمة، وهي مرغوبة بحق عندما تؤدي إلى هذه النتائج على أن تستر فيها العورات وتحترم فيها أوقات الصلاة.
وقد تبنى الإسلام حتى في صلب عباداته ما يشجع على تحقيق أفضل مزاولة للتربية البدنية ، وخير مثال على ذلك ما نرى في أعمال الصلاة والحج.
فنحن إذا تمعنا في حركات الصلاة نجد أنها تضمنت تحريك عضلات الجسم ومفاصله، وهي حركات تعتبر من أنسب الرياضات للصغار والكبار، للنساء والرجال، لدرجة أنه لا يستطيع أي خبير من خبراء التدريب الرياضي أن يضع لنا تمريناً واحداً يناسب جميع الأفراد والأجناس والأعمار ويحرك كل أعضاء الجسم في فترة قصيرة، كما تفعل الصلاة وأكدت الدراسات الطبية أن حركات الصلاة من أنفع ما يفيد الذين أجريت لهم عمليات انضغاط الفقرات (الديسك)وتجعلهم يعودون سريعاً إلى أعمالهم .
لقد دعا الإسلام إلى ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة، ورغب الرسول بها وكان يوجه الصحابة إليها، لما فيها لتوقوية للأجساد والمحافظة على سلامتها. قال : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير". (صحيح مسلم، كتاب القدرة، باب في الامر قوة.)








أهداف الرياضة في الإسلام
تهدف الرياضة إلى:
• حفظ جسم الإنسان قوياً نشيطاً، يؤدي وظائفه بشكل طبيعي، فهي غذاء للجسم والعقل معا، وتمد الإنسان بالطاقة اللازمة للقيام بمختلف الأعمال، وتُحسن عمل القلب، وتقوي العضلات وتزيد مرونة المفاصل وتُكسب الجسد اللياقة البدنية والذهنية، والقوة والحيوية والنشاط.
• الحاجة لجسم قوي لمواجهة الأعداء.
• ملء وقت الفراغ عند الشباب بما هو خير، حتى لا يكون مجالاً للإنحلال والفساد، وبذلك يتم توجيه طاقات الشباب إلى ما هو نافع وتحقيق التمتع لهم بما هو مفيد.
• تنمية روح التعاون، ويكون بالمنافسة الشريفة الهادئة بين الأفراد والجماعات. وتنمي أخلاق الفرد وتحسن من تعامله مع الآخرين، فتدفعهُ إلى الصدق والأخلاق الكريمة.
ضوابط ممارسة الألعاب الرياضية عند المسلم
الإحتشام في اللباس عند ممارسة الألعاب الرياضية، فلا يحل كشف العورة بحجة ممارسة الرياضة.
ان لا تلهي الرياضة عن أداء العبادات والواجبات الدينية في أوقاتها كما أمر الله الله، فلا تضيع الصلاة ولا تُنهك حُرمة الصيام.
عدم الإختلاط بين الجنسين أثناء ممارسة الرياضة، فلكل جنس أن يمارس ما يناسبه من الرياضة في مكان خاص بهم.
عدم إتخاذ المسابقات الرياضية وسيلة للكسب الحرام كالمراهنات و القمار.
عدم إيقاع الأذى المقصود بالمخلوقات من الناس أو الحيوانات، كإتخاذ الطيور أهدافاً للتدريب على الرماية، أو تعذيب الحيوان، أو التحريش بين الطيور والحيوانات بقصد اللهو مثل مصارعة الثيران، والإستمتاع بمناظرها لنهي النبي عن إتخاذ الطيور غرضاً يرمى، و التحريش بين البهائم . أو إيذاء الإنسان كما يجري في بعض أنواع المصارعة.
أن تكون الرياضة مشروعة و أن لا تُعرض حياة الإنسان للخطر المحقق.

لذل نرى بأن العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية .. تحثّنا على إعطاء الرياضة جانباً كبيراً من الأهمية في حياتنا ..
قال الله تعالي :
( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (النحل 8
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (النحل 10
( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 12
وقد أوضحت آيات أخرى من القران الكريم إن القوّة مطلوبة في الإنسان ,. من خلال ذكر نماذج للمسلمين الأقوياء ..
كما وصف الله سبحانه وتعالى كرام أنبيائه بقوله عنهم : ( أولو العزم من الرسل) . ولما رأت ابنة شعيب مظاهر القوة عند سيدنا موسى عليه السلام قالت لأبيها، كما جاء في سياق القصة في القرآن الكريم قال تعالى قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ (القصص 26
ونكمل مع سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام وهما يتعاونان على بناء الكعبة المشرّفة ..
والعبد الصالح ذي القرنين الذي استثمر طاقاته المبدعة في الدفاع عن المستضعفين ، حيث يصنع لهم سدّاً يقيهم من هجمات الأعداء (يأجوج ومأجوج) . وقد طلب منهم أن يبذلوا طاقاتهم البدنية معه فيعينوه على ذلك العمل الكبير ...
قال تعالى قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ (94 الكهف)قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95 الكهف .




ومن أجل بناء الأمة القوية، امتدح الله جل جلاه، المَلكْ صاحب الجسد القوي، القادر على تحمل الشدائد، وجعل موهبته من العلم والقوة سبباً لترشيحه للملك قال تعالى: (َ
( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم (البقرة 247
وهكذا نرى كيف ربط الإسلام قوة الإيمان بالاهتمام بقوة الأبدان، والغاية من القوة أن تكون الأمة المحمدية مرهوبة الجانب، منيعة محمية عزيزة كريمة. وهذا أمرٌ من الله سبحانه وتعالى لقادة الأمة الإسلامية في قوله تعالى:( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (الأنفال 60

الأحاديث النبوية :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " " رواه مسلم " .
وفي صحيح مسلم عن عقبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، وكررها ثلاث مرات »، وهكذا فسر لنا الرسول المقصود بالقوة سواء في حديثه (المؤمن القوي) أو في الآية الكريمة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ... .
في الواقع أن هناك إقلالا ملحوظا في دراسات التاريخ الإسلامي عن الرياضة والأنشطة البدنية، ويرجع ذلك إلى الظروف التي أحاطت بالشرق الإسلامي في أعقاب الفتح العثماني، بالإضافة إلى ندرة المصادر الأصلية التاريخية.
ونحن نجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تربيته لأصحابه،بل في صميم التشريع الإسلامي سبق واضح على التربية البدنية الحديثة ، والتي أصبحت تمارس اليوم في جميع الدول الراقية كجزء من حياة البشر، كما دخلت فروع الطب، وغدت تمارس وقاية وعلاجاً تحت اسم " الطب الرياضي " .
والطب الرياضي أحد التخصصات الحديثة جداً وهو يبحث في الخصائص الغريزية لكل لاعب، وأثر التدريبات البدنية على أجهزته المختلفة للتقدم في فن التدريب واختيار أفضل أنواع الرياضات التي تناسب إمكانيات الفرد الجسمية، وفي أساليب الطب الطبيعي لعلاج الأمراض.
ورغم أن الطب الرياضي لم يكن معروفاً قبل الإسلام، فإن اختصاصي العلاج الطبيعي(مختار سالم) يعتبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع اللبنة الأولى لبناء " النسلان " وهو الجري الخفيف، فتحسنت صحتهم وكفاءتهم الحركية واستطاعوا المشي لمسافات طويلة دون تعب.
ويرى ( مختار سالم ) أن الطبيب المسلم علي بن العباس الذي ظهر مؤلفه " الصناعة الطبية " في أواخر القرن الرابع الهجري، هو أول مؤلف في الطب الرياضي، فقد أوضح في كتابه أن للرياضة البدنية أهمية كبرى في حفظ الصحة، وأن أعظمها منفعة قبل الطعام لأنها تقوي أعضاء الجسم وتحلل الفضول التي تبقى في الأعضاء .
وكما كانت الرياضة أقوى، كان الهضم أجود وأسرع. كما يوصي بعد ممارسة الرياضة بعد الطعام مباشرة، أي عندما يكون الطعام في المعدة لئلا ينحدر إلى الأمعاء قبل أن يهضم " .
كما أكد علماء الطب الرياضي اليوم أهمية عنصر القوة التي دعا إليها نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي يعتبرونها من أهم العناصر الأساسية في اللياقة البدنية الشاملة والتخصصية من أجل إحراز المزيد من التقدم ومن الانتصارات الرياضية المختلفة. وسنفصل في بحثنا هذا، كل ما ورد في الهدي النبوي من رياضات مسنونة مع أهميتها الصحية وفوائدها للبدن .
حيث حفلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة الشريفة بالمواقف والوقائع والأحداث والأقوال التي تشهد بمكانة الرياضة والنشاط البدني في الإسلام.
فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب قوام جميل متين البنية قوي التركيب، وكان بنيانه الجسمي مثار إعجاب من حوله من الصحابة، ولا عجب فهو الأسوة الحسنة، الذي أرسله العلي القدير هادياً لنا في كل أمر من أمور الدنيا والآخرة.
اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الاهتمام بحث المسلمين على ممارسة الرياضة وبخاصة تلك الأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة والترويح المباح.


• وقائع ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم للرياضة بنفسه:
*رياضة المشي :


قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )لم يكن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرياضة مجرد الحث والترغيب في دفع المسلمين على ممارستها، ولم يكتف بتوضيح أدوارها في الجهاد في سبيل الله وثواب ذلك عند الله عز وجل، وإنما أعطانا القدوة والمثل في ذلك فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه مارس الرياضة بنفسه في وقائع عديدة ثابتة في سنته المطهرة.
ووصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: لم يكن بالطويل الممغط (البائن الطول)، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوام (معتدل القامة)، ولم يكن بالجق القطط، ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً ولم يكن بالمظهم (الفاحش السمنة)، ولا بالمكلثم (كثير اللحم)، وإذا مشى ينكفي تكفياً كأنما يحط من صبب (يميل في المشي إلى الأمام).
ذكر أبو هريرة رضي الله عنه وفي وصف مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«ما رأيت أحداً أسرع من رسول صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تطوى له، إنا نجهد أنفسنا وهو غير مكترث».
كما قال علي كرم الله وجهه كذلك في مشي النبي صلى الله عليه وسلم، إذا مشى تقلع (التقلع هو الارتفاع عن الأرض) كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج لأن بها وقاراً من غير تكبر ولا تماوت لأنه صلى الله عليه وسلم كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكأنما تطوى له الأرض، وكنا إذا مشينا نجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث .. وفي رواية … وإنا لنجهد أنفسنا ولا يبدو عليه الجهد .
وحين أعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد صلح (الحديبية) بعام، كان قد رآهم كفار قريش يطوفون بالكعبة، فقالوا (مستهزئين) بالمسلمين: سيطوفون اليوم بالكعبة قوم نهكتهم حمى يثرب (المدينة)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
« رحم الله امرئ أراهم من نفسه قوة، واضطبع بردائه (أي أدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن، بحيث يبدي منكبه وعضده الأيمن)وكشف الرسول عن عضده الأيمن وقد فعل مثله شباب المسلمين في طوافهم حول الكعبة، ليرهبوا الكفار والمشركين بأجسامهم القوية وعضلاتهم المفتولة، والمعروف أن العضد الأيمن هو الأقوى في غالب الأحوال لدى الإنسان لأنه أكثر استخداماً من العضد الأيسر، ولعل هذا يفسر كشف العضد الأيمن، كما أن التيمن كان من شيم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان » أي الإسراع في المشي، فانتسلنا فوجدناه أخف علينا.
ويروى عن عائشة رضي الله عنها أنها رأت جماعة من الناس يسيرون الهوينى في تراخ وفتور فحسبت أن بهم مرضاً، فسالت عنهم فقيل لها : يا أم المؤمنين، ما بهم من مرض ولكنهم نساك زهاد، فقالت : " والله ما أنتم بأكثر نسكاً ولا زهداً من عمر وكان إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع " .
ولقد أورد الشيخ محمد الغزالي ثلاث وقائع تدل على قوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
*ذهب من مكة إلى الطائف ماشياً على قدميه، ولم يكن الطرق ممهداً كما هو الآن، بل وعراً، ومعروف عنه أنه يقع في منطقة كلها جبال وهضاب ومعنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد تسلق هذه الجبال في مسيرته تلك.
*مشى الرسول صلى الله عليه وسلم هو أصحابه (علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة) رضي الله عنهم أجمعين، ولم تكن هناك أي وسيلة نقل، فكانوا يتبادلون السير والركوب نظراً لوجود راحلة واحدة فقط، فكان اثنان يمسيان والآخر يركب، وفد خجلا الاثنان فكيف يركبان ويدعان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم رفضاً باتاً بأن يستمر في الركوب، وقال إنكما لستم بأقدر مني على المشي ولا أنا بأغنى منكما على الأجر ... ومشى المسافة المقررة.
*وفي غزوة الخندق كان يحفر الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وعندما اعترضتهم صخرة ضخمة إذا عجزوا عن ضربها وتفتيتها، لجأوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء إليها وضربها بمعوله ففتتها.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، من حديث عائشة قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني قال: « هذه بتلك ». وفي رواية أخرى، أنهم كانوا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تقدموا فتقدموا، ثم قال لعائشة. سابقيني فسابقها فسبقته، ثم سافرت معه أخرى فقال لأصحابه: « تقدموا » ثم قال سابقيني فسبقته ـ ثم سابقني وسبقني ـ فقال: " هذه بتلك ".
ويصف د. أحمد شوكت الشطي رياضة المشي بأنها انتقال الجسم بخطوات متتابعة مع بقاء أحد القدمين ملتصقة بالأرض. وتنفع الأشخاص الذين تضطرهم أعمالهم إلى أعمال الفكر جالسين، دون أعمال الجسم والحركة. ورياضة المشي تعيد إليهم قواهم وشهيتهم للطعام. والمشي يحرك ثلثي عضلات البطن بلطف واعتدال ويزيد تثبيت مولد الحموضة فيها. فبالصعود تتحرك عضلات البطن، وتنشط بالنزول العضلات الموسعة للصدر ويحسن أن تتحرك الأذرع أثناء السير بحركة تعاكس حركة الأرجل وإن تعاكس الاتجاه بين الأطراف يعدل تبدل مراكز ثقل الجسم .
ويرى خبير العلاج الطبي مختار سالم أن رياضة المشي تهيء الإنسان لتدرج عنف الجهد الذي يبذله في الرياضات لكبار السن والتي تزيد القدرة على استهلاك الأوكسجين، والذي يقل مع تقدم السن، ويزيد المشي من درجة الكفاءة البدنية ويقلل نسبة كولسترول الدم، والإصابة بأمراض الدم والكلية.
وتزداد مع سرعة المشي ضربات القلب فتقويها، وتنظم نشاط الدوران الدموية وترفع نسبة الخضاب وعدد الكريات الحمراء في الدم.
• رياضة الجري ( الركض أو العدو ) :


روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه [ أي إلى مكة ] فقال المشركون : يقدم عليكم وقد وهنتهم حمىّ يثرب. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم " والرمل هو الهرولة مع تقارب الخطى، وكان هذا في عمرة القضاء حيث أخلى المشركون مكة وخرجوا إلى الجبال يراقبون المسلمين، ظانين أن حمىّ يثرب وهنتهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ليعلم المشركون أن المسلمين في أوج قوتهم ولياقتهم البدنية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين " رحم الله امراءاً يريهم اليوم من نفسه قوه " ومن ثم أصبح الرمل في الطواف سنة للرجال ثانية.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، من حديث عائشة قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني قال: « هذه بتلك ». وفي رواية أخرى، أنهم كانوا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تقدموا فتقدموا، ثم قال لعائشة. سابقيني فسابقها فسبقته، ثم سافرت معه أخرى فقال لأصحابه: « تقدموا » ثم قال سابقيني فسبقته ـ ثم سابقني وسبقني ـ فقال: " هذه بتلك ".
وعن سلمة بن الأكوع أن رجلا من الأنصار لا يُسبق ( من سرعة عدوه ) فأخذ يتحدى الناس أن يسابقوه إلى المدينة، فقام له سلمة بن الأكوع واستأذن من الرسول صلى الله عليه وسلم فسابق الرجل حتى سبقه ابن الأكوع إلى المدينة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم خير رجالتنا ( مشاتنا ) سلمة بن الأكوع.
وعن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيراً ما يقول : من سبق فله كذا. فيستبقون على ظهره وصدره فيقلبهم ويلزمهم " .
والجري هو الرياضة الطبيعية بعد المشي. والفرق بين المشي السريع والجري، أن خطوة الجري فيها لحظة طيران يكون فيها القدمان في الهواء.
وقد أثبتت الدراسات الطبية أن رياضة الجري تزيد نسبة الكريات الحمراء والبيضاء والخضاب وخاصة بعد الجري لمسافات طويلة. وإن المواظبة على الجري تؤدي إلى خفض نسبة الدهون والكولسترول في الدم وإلى تقوية عضلة القلب وانتظام ضرباته، وإلى تحسن القدرة التنفسية وزيادة التهوية الرؤية. كما تفيد في إزالة حالات القلق والتوتر النفسي وتجعل النوم طبيعياً وعميقاً، مما يعطي البدن الراحة الكبرى.
وخلاصة القول فإن المشي والجري الهادئ المتزن لمسافات ولفترات مناسبة كل يوم أو كل يومين يحسن القدرة التنفسية ويقوي عضلة القلب للكهول والجري للشباب من دونهم وعلى كل فليس الإسراف في العدو محموداً .
• ركوب الخيل والإبل :


يرتبط معنى الفروسية في كل لغات العالم بالشجاعة والشهامة والثقة بالنفس، وتعرف الفروسية بأنها القدرة على ركوب وترويض الجواد والتحكم في حركاته والقدرة على التجانس معه في وحدة متناسقة من الحركات.
وقد شجع الإسلام هذه الرياضة وثمنها غالياً ورفع من شأنها لارتباطها بالجهاد في سبيل الله وفي إعداد القوة والمنعة للدفاع عن الأمة والوطن. قال تعالى :- وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) .
ولعظيم شأن الخيل في شريعتنا الغراء فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها في كتابه العزيز فقال : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا {1** فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا {2** فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا {3** فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {4** فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا {5** إِنَّ الْإِنسَانَلِرَبِّهِ لَكَنُود).
فلقد كلف الرسول صلى الله عليه وسلم " علي بن أبي طالب " بتنظيم " السبق " وهو سباق الخيل، فاختار " سراقة بن مالك" مديرا لحلبة السباق " الميطان " ، وكلفه بأن يكون صاحب الإذن بالبدء وشرح له كيف يتيح لكل فارس أن يصلح لجامه وينزل من خلفه، وكان يعد ثلاث تكبيرات لتكون إشارة البدء، بينما كان " علي بن أبي طالب " في نهاية السباق قد خط خطا لتحديد نهاية السباق، كما عين حكمين متقابلين زيادة في الحيطة والحيدة بحيث جعل الخط طرفه بين إبهاميهما، فإذا مرت الخيل بالرجلين استطاعا تقرير الفائز بدقة، فإذا تساوى فارسان قسم الجعل ( الجائزة ) مناصفة بينهما ، كما نهى عن الصخب والجلبة والألفاظ الجارحة في السباق.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة " رواه البخاري والنسائي.
ولقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل ودعا إلى ركوبها والتمرس عليها وطالب بتعهدهاورعايتها، فهي سلاح المسلم في الجهاد ومركبته التي يكر وبفر ويناور ويحاور بها.
وذكر أبو داود في الجهاد، والنسائي في الخيل، من حديث أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها. فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار». وجاء في البخاري، وأحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« من احتبس فرساً في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة».
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سابق الرسول صلي الله عليه وسلم بين الخيل التي أضمرت فأرسلها من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع فقلت لموسى فكم كان بين ذلك ؟ قال 6 أميال أو 7 وسابق بين الخيل التي تضمر وأرسلها من ثنية الوداع وكان أمدها مسجد بني زريق قلت فكم بين ذلك ؟ قال ميل أو نحوه وكان ابن عمر ممن سابق فيها. رواه البخاري.
وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل » ورد في الجامع الصغير للسيوطي.
وجاء في البخاري عن أنس بن مالك أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى الغضباء وكانت لا تسبق، فسبقها أعرابي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه ».
إن ركوب الخيل وسباقاتها من الرياضات الهامة جداً في بناء الأمة وقوة أفرادها، ونظراً لحصولها في الهواء الطلق وحصول البدن على كمية وافرة من الأوكسجين فهي تنشط التنفس والدورة الدموية وتؤدي إلى زيادة وافرة من الأوكسجين فهي تنشط التنفس والدورة الدموية وتؤدي إلى زيادة معتدلة في ضربات القلب، كما تعمل هذه الرياضة على زيادة الانتباه وتحسن القدرة على ضبط حركات البدن والحفاظ على توازنه، وهي تنشط الجهاز العصبي وقد أظهرت دراسة ألمانية فوائد الفروسية في علاج أمراض الظهر والمفاصل وعيوب القوام .
• المصارعة :


المصارعة من الرياضات التي مارسها الإنسان منذ القديم (2). وقد أجاد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرياضة .
وذكر السيوطي في رسالته (المسارعة إلى المصارعة) ما أخرجه البيهقي في (الدلائل) ما ذكره ركانة بن عبد يزيد ـ وكان أشد الناس، قال: كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى إذ قال لي ذات يوم، « هل لك أن تصارعني؟ »، قلت له أنت؟، قال: « أنا »، فقلت على ماذا؟ قال: « على شاة من الغنم » فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم « هل لك في الثانية »، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، وأخذ مني شاة، فجعلت أتلفت هل يراني إنسان، فقال مالك، قلت لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي، وأنا في قوى من أشهدهم، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة "، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيباً حزيناً، فقال: " مالك " ؟ قلت: إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثاً من نعاجه، والثاني أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال: " هل لك في الرابعة "، فقلت لا بعد ثلاث، فقال أما قولك في الغنم فإني أردها عليك "، فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، فكان مما هداني الله أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره ".
ويتضح لنا جلياً في سياق الحديث الشريف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد التزم بأخلاق المسلم عند انتصاره فرد إليه غنمه في سماحة وعن طيب خاطر وهو ما يطلقون عليه في الرياضة المعاصرة (الروح الرياضية)، أو اللعب النظيف.
ولقد صارع الرسول صلى الله عليه وسلم عددا من المصارعين الأشداء أمثال ركانة، وأبي الأسود الجنحي وأبى جهل، وكانت الغلبة للرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى كان ذلك سببا في إسلام بعضهم.
وعن فوائد المصارعة الصحية يرى مختار سالم أنها رياضة تؤدي إلى زيادة تنمية عناصر القوة والسرعة والتحمل والرشاقة، كما أن الأداء الناجح لحركاتها يعمل على تنمية الكفاءة الوظيفية للمستقبلات الحسية، وتتكيف العضلات أثناء التدريب على العمل في ظروف إنتاج الطاقة لا هوائياً، إذ أنه لا يمكن سداد جميع احتياجات البدن من الأوكسجين أثناء المصارعة والذي تزداد الحاجة إليه بالعمل العضلي الثابت الذي تتكرر فيه عملية كتم النفس فيتكون عند المتدرب ما يسمى بالدين الأوكسجيني .
• في رياضة الرمي وهي من ألوان ألعاب القوى :


وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد، وقد قال ابن القيم عنها أنها أجل هذه الأنواع على الإطلاق وأفضلها، يقصد أفضل أنواع الرياضة.
وفي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا » أو « فقد عصاني ».
عن عقبة ابن عامر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآيه علي المنبر (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوه ) قال ألا إن القوّة الرمي ثلاث مرات ألا إنّ الله سيفتح لكم الأرض وستكفون المؤنه فلا يعجزن أحدكم ان يلهو بأسهمه.رواه مسلم.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحه يتترّس مع النبي صلي الله عليه وسلم بترس واحد وكان أبو طلحه حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر الي موضع نبله.رواه البخاري
عن سعد ابن ابي وقاس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم .
صحيح الجامع الصغير للسيوطي ... صححه الالباني.
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : " مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون (أي يتسابقون في الرمي)، فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً وأنا مع بني فلان، قال : فأمسك أحد الطرفين بأيديهم. فقال صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا ترمون، قالوا كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارموا وأنا معكم كلكم " رواه البخاري .
وجاء في السنن عن عقبة بن عامر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة أنفار الجنة، صانعه المحتسب في عمله الخير، والرامي به، والممدد به »، وفي لفظ آخر: « ومنيله، فأرموا واركبوا، وأن ترموا أحب من أن تركبوا، كل لهو باطل، ليس من اللهو محمود إلا ثلاثة: تأديب الرجل لفرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، إنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة فإنها نعمة تركها، (أو قال: كفرها)».
ولقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر ».ولقد بلغ من تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للرمي وتفضيله على سائر الرياضات أن أسقط الكفارة في أيمان الرماة (الحلف والقسم).
وجاء في سنن ابن ماجة عن علي بن أبي طالب، قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية فرأى رجلاً بيده قوس فارسية فقال: ما هذه؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا، فإنهما يزيد الله بهما في الدين، ويمكن لكم في البلاد.
ومن عظيم أهميتها في نظر الشارع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هجرها بعد تعلمها وعنف من فعل ذلك. ولعل الصيد والقنص من أهم أشكال ممارستها في حياة الشباب .
ولقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرون المسابقات فيما بينهم في لعبة الرمي، ولقد اشتهر منهم كثيرون كان في طليعتهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وعدي بن حاتم وغيرهم .
ويعتبر علم الصحة أن الرماية رياضة نافعة تنبه أعضاء البدن وتوطد الاعتماد على النفس، وأنها تقوي الإرادة وتورث الشجاعة، وهي تتطلب توافقاً دقيقاً بين عمل المجموعات العضلية والجهاز العصبي المركزي في عملية التوفيق بين زمن هذه الحركات، وهذا يحصل بالمران وكثرة التدريب مما يفهمنا سبب حرص النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته أصحابه للتدريب المستمر على رياضة الرمي .
* السباحة :


ولا يوجد أي شك الآن في أن أجمل وأبهج ألوان الرياضة الترويحية هي الرياضيات المائية، فهي أعلى الأنشطة الترويحية قيمة وفائدة فضلاً عما يصاحبها من مشاعر ممتعة وما يعقبها من إزالة التوتر والهموم.
ذكر السيوطي في رسالة [الباحة في فضل السباحة] إلى تعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم السباحة، وذلك عندما بلغ ست سنين خرجت به أمة إلى أخواله بني عدي ابن النجار، حيث نزلت به في دار النابغة، فأقامت به عندهم شهر فكان رسول الله يذكر أموراً في مقامه ذلك فكان يقول: " ههنا نزلت بي أمي، وفي هذا الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار ".
ولقد أتقن السباحة كثير من الصحابة ـــ رضوان الله عليهم ـــ كسعد بن عبادة وعبد الله بن الزبير.
السباحة رياضة طبيعية تعتبر الأكثر نفعاً للجسم من غيرها من الرياضات. إنها تقوي جميع أعضاء الجسم، تنمي العضلات وتكسبها مرونة إذ تشركها جميعاً في العمل دفعة واحدة وتزيد بذلك من قوة العمل العضلي.
وبسبب ضغط الماء على الصدر والجذع أثناء السباحة يزداد عمق التهوية الرئوية (2) ويحتل السباحون بذلك مكانة عالية في اختيار السعة الحيوية والتي تزداد عندهم لأكثر من 30% من السعة المفترضة، كما تزداد سرعة التنفس . وإن الوضع الأفقي للجسم أثناء السباحة يخلص الجسم من تأثير الجاذبية الأرضية ويسهل عمل القلب، فيزداد حجم الدم الذي يدفعه في الدقيقة فيقوي القلب وينشط الدوران .
ويرى د. الشطي أن المتمرنين على السباحة منذ صغرهم لا أثر فيهم للتشوهات والأوضاع المعيبة، لذا اعتبرت أبحاث الطب الرياضي السباحة أحد الوسائل العلاجية الهامة لتصحيح بعض العاهات الجسمانية لا سيما انحناء الظهر وتقوس الأرجل.


• موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم على اللعب :


روت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ِ: كان الْحبش يلعبون بِحِرَابِهِم فَسَتَرَنِي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا أَنظر، فما زِلت أَنظر حتى كنت أََنا أَنْصَرِفُ.رواه البخاري
هذه ألوان من اللهوِ، وأنواع من الرياضةِ كانت معروفة عندهم، شرَِِعها النبي صلى اللَّه عليه وسلَم للمسلمين، لمزاولتِها أو للفُرجَة، ترفيهاً عنهم، وترويحاً لهم، وهي في الوقت نفسه تهيّء نفوسهم للإقبال على العبادات والواجبات الأُخرى، أكثر نشاطاً وأشدَّ عزيمةً ...
وعن أبي داود والنسائي عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر ».
وذكر ابن سعد في (الطبقات): لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر، رد سمرة بن جندب، وأجاز رافع بن خديج، فقال سمرة لربيعة مري بن سنان: " يا أبت، أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم رافع خديج وردني، وأنا أصرع رافع بن خديج، فقال مري بن سنان:" يا رسول الله: رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرافع وسمرة: " تصارعا "، فصرع سمرة رافعاً، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد فشهدها مع المسلمين.
• اللعب بالحراب وفن المبارزة :


اشتهر العرب منذ جاهليتهم (2) بفن المبارزة واللعب بالسيوف، وقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن استقر في المدينة بتدريب أبناء المسلمين على إجادة استخدام السيوف للدفاع عن دين الحق، واللعب بالرماح من اللهو المباح (3) حيث سمح النبي صلى الله عليه وسلم للأحباش أن يلعبوا بحرابهم في مسجده صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بينما الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم بحرابهم دخل عمر فأهوى بالحصى فحصبهم بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعهم يا عمر " رواه البخاري وقد صح في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمح للسيدة عائشة رضي الله عنهما أن تنظر إلى لعبهم وهي مختبئة خلفه صلى الله عليه وسلم .
ولقد كانت بعض الرياضات تؤدى في ساحات المساجد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأحباش وهم يلعبون بحرابهم في المسجد: " دونكم يا بني أرفدة لتعليم اليهود أن في ديننا فسحة " .
ويرى مختار سالم أن رياضة المبارزة تحتاج إلى مزيد من الشجاعة والثقة بالنفس والمهارة والدقة في الأداء، والذكاء مع القدرة على التفكير وسرعة البديهة طوال فترة المبارزة، ومن تأثيراتها الغريزية أنها تؤدي إلى زيادة تنمية درجة التوافق وسرعة الاستجابة الحركية، وإلى تقوية عضلات الساقين والساعدين وتدريب عضلات الجذع وتقويها للاحتفاظ بأوضاع الجسم القويمة .
• اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتربية الأطفال ولعبهم :


وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن نعامل الأطفال باللطف واللين ونربيهم من خلال اللعب والنشاط وأن نتباسط فنعاملهم على قدر عقولهم ومن أقواله: « من كان له صبي فليتصابى له». فقد كان صلى الله عليه وسلم رقيق المعاملة للأطفال، وكثيراً ما كان يدعوهم للعب بين يديه.
وأخرج أبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت: نعم الفرس تحتكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ونعم الفارسان هما ».
وفي رواية الطبراني عن جابر قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة (أي على يديه ورجليه) وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما ".
وربما جاء الحسن إلى المسجد فالتزم ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فيطيل سجوده من أجله ثم يقول لأصحابه بعد الصلاة: « إن ابني ارتحلني، وإني خشيت أن أعجله». كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفرح بين رجليه حتى يمر الحسن أو الحسين من بينهما وهو قائم يصلي.
وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا، فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـــ وعلي جالس ـــ : " ويها حسين خذ حسنا " ، فقال علي : تؤلب حسن وهو أكبرهما يا رسول الله ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " هذا جبريل قائم وهو يقول : ويها حسن خذ حسينا " ، وفي قول آخر عن أبي هريرة قال : كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يقول لهم : " هيه حسين " ( بمعنى التشجيع ) فقالت فاطمة : لم تقول ذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم " إن جبريل يقول هيه حسن " .
وأخرج أبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : نعم الفرس تحتكما، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ونعم الفرسان هما "
* ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابهما :
ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين بعض المناشط الرياضية وبين الجهاد لإدراكه أهمية الإعداد البدني والمهاري في المعارك الإسلامية التي تخاض بقصد الجهاد في سبيل الله، فقد أكد أشد التأكيد على تلك الرياضات التي تخدم أهداف الجهاد ومقوماته كالرمي بالقوس والنبل، وركوب الخيل، وأوضح ثواب ذلك للمسلم، بل أوضح كذلك عقاب من يترك هذه الرياضات وما تئول إليه أحواله إن فعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطبق عن الهوى.
وبذلك ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرياضة وأهداف الدولة، ولم نعرف في تاريخ المجتمعات البشرية عبر العصور المختلفة أن التربية البدنية والرياضية قد نجحت وازدهرت بمعزل عن أهداف مجتمعها، وهكذا نجحت الرياضة في عصر الرسول ونالت هذه المكانة المرموقة بين سائر النظم الاجتماعية وأنماط الثقافة في الدول الإسلامية الأولى.
الرياضة والصحابة والخلفاء الراشدين :
كان الصحابة رضوان الله عليهم والخلفاء الراشدون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حبا للرياضة وأكثرهم ممارسة لها، كما فطنوا إلى القيم البدنية والصحية والخلقية المتضمنة لها، وكانوا قدوة في الفروسية ومثلا يحتذى به في الرماية والمناضلة والسباحة والمصارعة والمبارزة، كما كانوا من أشد الدعاة للأخذ بأسباب القوة البدنية والحض على ممارسة الرياضة ، وكان أبرزهم في ذلك عمر بن الخطاب.
ولقد أتقن السباحة كثير من الصحابة ـــ رضوان الله عليهم ـــ كسعد بن عبادة وعبد الله بن الزبير.
وفي سوق عكاظ ( ملتقى العرب ) حيث تنصب حلقات الشعر، وكان على بعد يسير منها تنصب حلقات المصارعة، ولقد روى أنه كان بالسوق فتى قوي تحدث العرب عن قوته في حضرة عمر بن الخطاب ، فما كان من عمر إلا أن قال : أبهذا الفتى تخوفونني ، لست للخطاب ابنا إن لم أصرعه لأول ماألقاه. وفعلا بدأت بينهما مباراة حامية التف حولها كل من بالسوق، ولقد ترك عمر ذلك الفتى يحاوره ويحتال ليصرعه، وهو لا يزال في موقف المدافع حتى أحس أن قوى الفتى قد خارت فانقض عليه فركب اكتافه وألقاه أرضا.
كما ولع عمر بن الخطاب بالسباحة وألعاب الماء، فكان يشجع ذلك ، بل كان عمر يتبارى بنفسه وينزل إلى الماء وهو حرم مع ابن عباس حيث يقول له : تعالى أباقيك في الماء أينا أطول نفسا. ( أي منافسة في طول زمن الغوص ).
ولقد كتب عمر إلى الولاة في البلدان أن يهتموا بالتربية البدنية للأولاد، فكتب إلى أبي عبيدة بن الجراح : أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي، وفي موقع آخر كتب إليهم : أما بعد فعلموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل.
الرياضة ومفكروا التربية والمسلمون :
آمن كثير من الفقهاء والمفكرين المسلمين بأهمية النشاط البدني والرياضة، ولم تغب عنهم القيم التربوية لهذه المناشط، ولقد تضمنت أعمالهم، ومؤلفاتهم وأقوالهم الكثير في أهمية التربية البدنية والرياضة سواء كان ذلك في شكل صريح ، أو متضمنا خلال سياقات مؤلفاتهم.
ولقد وصل الاهتمام بالإمام " ابن قيم الجوزية " المتوفى سنة 751هـ أن أفرد كتابا كاملا عن الفروسية. ولقد أفرد ابن تيمية فصولا في كتابه ضمنها كافة ألوان النشاط البدني والرياضي الإسلامي ، بل لقد خصص أجزاء كاملة لشرح الأداء الفني ومراحل تعليم بعض هذه المهارات ووصفها بدقة شديدة.
ولقد أشار الرئيس " ابن سينا " المتوفي سنة 443هـ إلى أهمية التربية البدنية بالرغم من إيمانه بالفصل بين النفس والجسم ــولقد ربط في كتابه " السياسة " بين التعلم المعرفي والنضج البدني .
ولقد تناول الإمام " أبو حامد الغزالي " المتوفى سنة 505هـ موضوع تنمية البدن واللعب من منظور تربوي إسلامي . وتناول المفكر الاجتماعي المسلم " عبد الرحمن بن خلدون " المتوفى سنة 808هـ في كتابه " المقدمة " جسم الإنسان وأثر البيئة الفيزيقية في تشكيله وتكيفه ولياقته.
وقد شغف الإمام " الشافعي " المتوفى سنة 820هـ بالفروسية والرمي حتى أنه اعتبرها من السنة الشريفة، وكان يقول : " كان همي في شيئين : الرمي والعلم فصرت في الرمي بحيث أصيب من عشرة عشرة " .
ويرى " القابس " المتوفي سنة 403هـ أن اللعب من الدواعي التي تبعث الصبي على الانصراف عن العلم والمعلم.
وكتب " أحمد بن مسكويه " المتوفى سنة 421هـ في كتابه " تهذيب الأخلاق " مؤكدا على أهمية حفظ صحة البدن من خلال اتباع آداب المطاعم التي تراد للصحة ودفع الجوع لا للتلذذ.
وقد ذهب " النرنوجي " المتوفى سنة 571هـ مذهب مفكري عصره في الاهتمام بالصحة البدنية واقترح تقليل الطعام علاجا للكسل والنسيان.
ولقد وجه " أبو القاسم عبد الله بن محمد " سؤالا إلى معيقب بن أبي الأزهر " ــ وهو أحد معلمي عصره ــ : ما حال صبيانكم في الكتّاب ؟ فأجاب معيقب : ولع باللعب كثير، فقال أبو القاسم : إن لم يكونوا كذلك فعلق عليهم التمائم. وهو يقصد أن اللعب لدى الصبيان أمر طبيعي فإن لم يكونوا كذلك فإنهم غير أسوياء ( وكانت التمائم خرزة تعلق على صدر المريض التماسا للشفاء.
فقد أوصى ( عبد الملك بن مروان ) مؤدب ابنه " أن يربي المؤدب عقل الولد وقلبه وجسمه" .
كما جاء في البيان والتبيين أن " الحجاج : قال لمعلم ولده " علم ولدي السباحة قبل الكتابة" .

وباعتبار أن الأدب والشعر أحد الأوجه الثقافية التي تعبر عن معطيات العصر وملامحه فإن الحضارة الإسلامية قد حفلت بالمؤلفات الكثيرة التي تناولت الرياضة من منظور الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم، ففي القرن الثالث الهجري كتب الأمير " عبد الله بن المعتز " كتاب : الجوارح والصيد، وفي القرن الرابع وضع الأديب " محمود بن حسين " المعروف باسم ( كشاجم ) كتاب : المصايد والمطارد " وكذلك وضع العلامة " حمزة بن علي الناشري " كتابا كبيرا في فن الصيد هو كتاب : " انتهاز الفرص في الصيد والقنص " ، وغيرهم كثير مما يحفل به الأدب العربي .
كما لم يخل الشعر العربي القديم من تمجيد ألوان الرياضة من فروسية ورماية وغيرها ، فقال بعض من ولع الصيد :
إنما الصيد همة ونشاط يعقب الجسم صحة وصلاحا
ورجاء ينال فيه سرورا حين يلقى إصابة ونجاحا
وحركة الإنسان في الصلاة، وهي حركات تكات تتشابه مع التمرينات البدنية، إذا حللت في ضوء المعطيات العلمية الحديثة، نجد أن هذه الحركات تعمل على ( تنشيط النغمة العضلية ) والتي من شأنها المحافظة على الحد الأدنى للياقة العضلية للجسم.
فوائد النشاط الرياضي ومخاطر الكسل :
بعد أن تحدّثنا عن أهمية الرياضة في تاريخنا الإسلامي.. وعرفنا بأن ديننا يحثّنا على آدائها ..
نعود لنتحدّث بشكل عملي عن فوائد النشاط الرياضي ومخاطر الكسل و ما يترتّب عليه من نتائج مضرّة للإنسان.


• من أهم فوائد النشاط الرياضي :

-حياة صحّية أفضل.
- تحسين اللياقة.
- قوام متزن.
- احترام الذات.
- التحكم بالوزن.
- عضلات وعظام أقوى.
- الشعور بالنشاط والحيوية.
- قلة التوتر.

*أما المخاطر الصحّية للكسل فهي :

- الخمول والكسل والاتكال على الآخرين.
- التعب لأقل مجهود وعدم الصبر والاحتمال والإرهاق السريع.
- قلة الوعي الذهني وضعف الذاكرة والبلادة.
- القلق والتوتر والأرق والطفش.
- الانخراط في عادات سيئةكالتدخين .
- ظهور أمراض الرفاهية وفي سن مبكرة كالسكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين
والسمنة ومضاعفاتها العديدة.
- هشاشة العظام وتيبّس المفاصل وآلامها المزمنة.
- التقليل من حركة الأمعاء و الإمساك المزمن
- ظهور الشيخوخة المبكرة. . وغيرها..

تأثير الرياضة على أجهزة الجسم المختلفة:
لنتعمّق اكثر في فهم اهمية الرياضة في حياتنا سنستعرض معاً بإختصار تأثير الرياضه علي أجهزه الجسم المختلفة ..
اولا : الجهاز الدوري
القلب وهو المركز الرئيسي لضخ الدم الى كافة أجزاء الجسم لتغذيتها بالدم (سائل الحياه).فإن تأثير الرياضة علي القلب تأثير عظيم فهي تؤدي الى زيادة قوة ضربات القلب مما يؤدي الى زيادة قوة ضخ الدم الى كافة اجزاء الجسم وبالتالي تكون الحاجه الى زيادة ضربات القلب في أوقات المجهود أقل فيقل الحمل على القلب مما يؤدي الى تقليل فرص إحتمال الإصابه بأمراض فشل عضلات القلب.

ثانياً : الجهاز الدوري الطرفي
والمتمثل بالشرايين التي تمد الأجزاء المختلفة للجسم بالدم.

وأيضاً للرياضة عليه تأثير عظيم :
1- المساعدة على فتح ما يعرف بالشرايين الاحتياطية وهي شرايين موجودة بفضل الله تعالى عندنا جميعاً وهي مغلقه وغير عاملة وذلك من رحمة الله فإذا ما تعرّض جزء من أجزاء جسم الإنسان الى الإصابة فإن هذه الشرايين تستجين للإصابه وتفتح لكي تمد الجزء المصاب بالدم لكي لا يموت .
وممارسة الرياضة تساعد على فتح تلك الشرايين مما يؤدي إلى زيادة كمية الدم الوارد إلى أجزاء الجسم وبالتالي زياده كفاءتها وحيويتها.

2- إفراز مواد تعمل علي تقليل لزوجة الدم مما يؤدي إلى تقليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد حمدي
طالب جيد جدا
طالب جيد جدا



عدد المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 22/03/2010

الرياضة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرياضة في الإسلام   الرياضة في الإسلام Emptyالخميس أبريل 29, 2010 8:42 am

يعطيك ألف عافية ع الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرياضة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرياضة والصحة
» فوائد الرياضة
» الرياضة والصحة
» الرياضة والحياة
» الرياضة للجميع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تاريخ التربية البدنية :: الموضوعات العامة :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: