تاريخ التربية البدنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ التربية البدنية

نعمل علي تبسيط المقرر الدراسي لتاريخ التربية البدنية لطلاب قسم التربية البدنية - كلية التربية- جامعة ام القري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يبداء الاختبار اليوم وينتهى الخميس القادم

 

 تابع المكانه الدينيه للملكه العربيه السعوديه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي القرشي~
طالب جيد
طالب جيد



عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
العمر : 35

تابع المكانه الدينيه للملكه العربيه السعوديه Empty
مُساهمةموضوع: تابع المكانه الدينيه للملكه العربيه السعوديه   تابع المكانه الدينيه للملكه العربيه السعوديه Emptyالجمعة مايو 28, 2010 6:03 pm

أهمية الحج في الإسلام :

الحج ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام ، وهو عبادة العمر ، وختام الأمر ، وتمام الإسلام ، وكمال الدين ، فيه أنزل الله –عز وجل– قوله : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }([25]) .

والحج من أكبر الوسائل الدعوية ، حيث يجتمع أكبر عدد من أجناس المسلمين في مكان واحد من كل بقاع الأرض ، وهو بمثابة مؤتمر كبير يلتقي فيه القاصي والداني لتأدية شعائر هذا الركن العظيم ، حيث يقول تعالى : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}([26]) . وإنه لموسم عظيم وفرصة ثمينة للدعاة إلى الله بتذكير المسلمين بواجباتهم والنهوض بهم ، وتزكية روح الإسلام فيهم ، وهو مناسبة تتكاثف خلالها كل وسائل الدعوة لخدمة ضيوف الرحمن .

والحق أنه لم تظهر الاستفادة الإيجابية من موسم الحج في العصور المتأخرة إلا بعد انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونشرها في الداخل والخارج ، ولم تبدأ إلا في مدة متأخرة ، وذلك بعد أن تمكنت الدولة السعودية من الحرمين الشريفين ، أم قبل ذلك فقد كانت الاستفادة من موسم الحج لمحاربة الدعوة ، ونشر الأكاذيب والافتراءات عليها ، وبثها بين المسلمين الذين يفدون إلى بيت الله الحرام من كل مكان لأداء فريضة الحج ، مما أعطى فرصة لسماع الناس بأخبار تلك الدعوة ولفت الأنظار إليها .

( فبعد أن تمكنت الدعوة من مكة المكرمة والمدينة المنورة ، واستقرت الأوضاع بدأت الاستفادة الحقيقية من موسم الحج في تبصير المسلمين بأمور دينهم ، وبيان البدع والخرافات التي علقت بهم وبمعتقداتهم ، ووجوب التخلص منها للرجوع إلى جادة الدين ، وإلى الطريق المستقيم بإخلاص العبادة لله وحده وتخليصها من شوائب الشرك التي دخلتها ، واختلطت بها ، واقترنت هذه المرحلة الإعلامية بالنسبة للدعوة بمؤثرات قوية تثبت تلك التعاليم والمبادئ في النفس ، ألا وهي التطبيق العملي والواقعي لتلك المباديء ؛ حيث اختلط أتباع الدعوة ودعائتها وتطبيقهم لشرع الله ، وتبين من الخوارج، وأنهم طائفة خارجة عن الدين إلى غير ذلك من الأكاذيب التي نسبت إليهم .

فكان لهذا الواقع العملي أكبر الأثر في نفوس المسلمين وفي تثبيت قواعد الدعوة ومبادئها وترسيخها في أذهانهم ، وقد فاق هذا التأثير بمراحل كبيرة تأثير الدعوة المجردة عن التطبيق .

وهذه المرحلة الدعوية المستفادة من موسم الحج بعد أن استقرت الأوضاع في كل من مكة والمدينة هي التي استمرت إلى وقتنا هذا([27]) .

يقول ابن بشر معبراً عن ازدهار الدعوة في موسم الحج بعد استقرار الأوضاع([28]): " وفشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة فلا يشرب التنباك في أسواقها ، وأمر (سعود) أن يجعل في أسواقها من يأمرهم بالصلاة إذا دخل الوقت ، فكان إذا أذن المؤذن دار رجال ينادون في الأسواق الصلاة الصلاة ) وبعد أن أدى فريضة الحج سنة 1225هـ وتشرف بزيارة بيت الله الحرام ، وصف ما شاهده هناك – والكلام لابن بشر([29]) – فقال: ( وحججت في تلك السنة وشاهدت سعوداً وهو راكب مطيته محرماً ، ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر ، وخطب خطبة بليغة ، ووعظ الناس فيها ، وعلمهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله ، وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق، وأما السبل وكثرة الأموال وانقياد عتاة الرجال ، وأن الضعيف يأخذ حقه كاملاً من أكبر كبير من مشايخ البوادي ، وأعظم عظيم من رؤساء البلدان ، ونادى وهو على ظهرها لا يحمل في مكة سلاح ، ولا تتبرج امرأة بزينة ، وتوعد من فعل ذلك من جميع رعيته، وهكذا استثمر موسم الحج استثمار طيباً في نشر الدعوة الإسلامية ، وتبصير المسلمين بأمور دينهم ، وتوضيح البدع التي علقت بعادتهم وتقالديهم ، وتوجيههم إلى التخلص منها حتى تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى ، ومنذ عهد الملك عبد العزيز إلى يومنا هذا ، وفي موسم الحج خاصة تشارك جميع القطاعات الحكومية في خدمة ضيوف الرحمن ، كل بحسب ما يناط به من مسؤوليات ، وما يمكن أن يقوم به من واجبات ، وتتكاثف الخدمات في هذا المجال كما أسلفت .

د ـ العناية بالحرمين الشريفين :

العناية بالحرم المكي :

" بادر صحابة رسول الله – e – والتابعون إلى توسعة المسجد الحرام كلما اقتضت الحاجة ذلك ، فكانت أول توسعة للمسجد الحرام في خلافـــة عمر بن الخطاب – t – وكانت توسعة عمر للمسجد الحرام في العام السابع عشر من الهجرة ؛ حيث دهم السيل المسجد الحرام ، واقتلع حجر المقام من مكانه ، وذهب به إلى أسفل مكة ، فلما علم عمر – t – خرج من المدينة قاصداً مكة ، فقيست المسافات ، ووضع المقام محله ، فلما رأى عمر كثرة الناس وازدحامهم بالمسجد اشترى الدور الملاصقة للمسجد الحرام، ثم هدمها وأدخلها في أرض المسجد ، وأبى قوم من جيران المسجد أن يبيعوا ، فهدم بيوتهم ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد ، واتخذ له جداراً قصيراً دون المقامة كانت المصابيح توضع عليه ، فكان عمر أول من وسع المسجد الحرام ، وأول من أحاطه بجدار ، وجعل له أبواباً .

وبعد ما كثر عدد المسلمين بعد الفتوحـــات الإسلاميــــة في عهد عثمان بن عفان – t– كثر تبعاً لذلك الوافدون إلى بيت الله الحرام ، فكر عثمان بن عفان بتوسعة المسجد الحرام ، وتحسين بنائه ليتمشى مع التطور العمراني في المجتمع الإسلامى بما لا يقتضي الزخرفة ، فبدأ – t – بشراء الدور الملاصقة بجدار المسجد وهدمها ، وتمت التوسعة في سنة ست وعشرين هجرية ، وأقام عثمان – t – الأروقة بالمسجد الحرام، فكان أول من اتخذ الأروقة بالمسجد وكسا الكعبة والقباطي .

وفي سنة خمس وستين هجرية وبعد أن انتهى عبد الله بن الزبير من عمارة الكعبة المشرفة بدأ بتوسعة المسجد الحرام وعمارته ، فاشترى المنازل المجاورة للمسجد وأدخلها في مساحته ، وزاد في المسجد زيادة كبيرة من جانبه الشرقي والشامي واليماني "([30]) .

ثم بعد ذلك توالت التوسعات والتحسينات ، وتعاقب على توسعته وعمارته حكام المسلمين على مر التاريخ ، فعمره المماليك ، ثم العثمانيون حتى كانت العمارة والتوسعة العملاقة في العهد السعودي بدءاً من الثوابت والأسس التي أرساها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وانتهاء ، بتوسعة خادم الحرمين الشريفين ، وستأتي ذكرها بعد إن شاء الله .

العناية بالحرم المدني :

( كما قام صحابة رسول الله e والتابعون بتوسعة المسجد الحرام فلم يقصروا في عمارة المسجد النبوي الشريف وتوسعته، فأول توسعة للمسجد النبوي الشريف كانت في حياة الرسول e إلى توسعة المسجد ، فبادر عثمان بن عفان – t – بالقيام لتكاليف هذه التوسعة ، فعن قتادة t قال : كانت بقعة إلى جنب المسجد ، فقال النبي e ، " من يشتريها ويوسعها في المسجد وله مثلها في الجنة " . فاشتراها عثمان فوسعها في المسجد .

وفي عهد أبي بكر الصديق – t – احتاج المسجد إلى بعض الإصلاحات فجدده أبو بكر t ، ففي حديث ابن عمران أن مسجد النبي – e – كانت حواريه على عهد رسول الله – e – من جذوع النخل ، وبجريد النخل ، ثم إنها نخرت في خلافة عثمان فبناها بالآجر ، وقبله في خلافة عمر بن الخطاب قام عمر – t – بتوسعته وبنائه سنة سبع عشرة للهجرة .

وفي عهد عثمان – t – جدد عثمان بناءه تجديداً كاملاً سنه تسع وعشرين هجرية ، وزاد فيه زيادة كبيرة فزاد فيه من ناحية القبلة ، ومن الغرب ، وزاد فيه من الشمال أيضا . وبنى جداره بالحجارة المنقوشة ، وطلى الجدران بالقصة أي ( الجبس ) ، وجعل عمده من الحجارة بدلاً من اللبن ، وسقفه بخشب الساج ، وفتح نوافذ في أعلى الجدار قرب السقف .

ثم بعد ذلك توالت التوسعات وتقدمت العمارة حتى أعاد الخليفة الوليد بن عبدالملك بناءه فيما بين سنتي ثمان وثمانين وإحدى وستين هجرية ، وذلك على يد واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فزاد فيه من جهة الشرق والغرب والشمال، وأدخل فيه حجر زوجات النبي e ، وكان البناء من الحجارة المنقوشة ، وجعل سواريه من الحجارة المطابقة ، وحشيت بعمد الحديد والرصاص ، وزخرف حيطانه ، وأحدث فيه المحراب والشرفات ، وجعل له أربع مآذن .

وعني خلفاء بني العباس بعمارة المسجد النبوي كما عني بها من قبلهم فأعاد المهدي بناءه ، وزاد فيه من ناحية الشمال ، ثم تعاقب على توسعته وأعماره حكام المسلمين فأعاد بناءه السلطان الأشرف قايتباي المملوكي بعد حريقه ، ثم جدد عمارته السلطان عبد الحميد العثماني بعدما تعرض بعض أجزائه للوهن .

توسعة الحرمين الشريفين في العهد السعودي :

( ومع مرور الزمن ، كان عدد المسلمين يتكاثر ، ولكن الديار المقدسة ، مكة والمدينة وبقية المشاعر المقدسة ، كانت تقصر على استيعاب الحجاج وتوفير التسهيلات، ولا تقل الخدمات لهم ) .

ومرت سنون بل مئات من السنين على آخر توسعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة على حالها . ودار الزمن دورته ، وكلل الله جهاد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالنصر المؤزر ، الذي أسفر عن قيام المملكة العربية السعودية على أساس من شريعة الله التي أعلن الملك المؤسس أنها إطار حياتنا ومدار نشاطنا وحدود كل ما نفعل ونقول .

وبدأ في الديار المقدسة – مدناً ومشاعر– عهد جديد ، وانتشر الأمن الكامل في جميع ربوع المملكة ، وأمن الحاج – لأول مرة منذ سنين عديدة – على روحه وماله .

وباتت قوافل الحجيج تأتى ملبية دعوة الله لتنصرف إلى أداء مناسكها وعبادتها في أمن واطمئنان وزاد الاهتمام بالحرمين الشريفين ومدنتهما بل وجميع المشاعر المقدسة ، منذ عهد الملك عبد العزيز ، فكانت أول خطوات جلالته البدء بتنظيم الحج و شئون الحجاج ، والسهر على راحتهم وفق الإمكانات المتاحة آنذاك .

وباتت المملكة تنعم بالشرف الذي أولاها الله – تعالى – إياه بالقيام على خدمة الحرمين الشريفين ، والعمل على تيسير الحج على ضيوف الرحمن ، وعمل كل ما يمكن عمله للأخذ بأسباب ذلك الشرف .

وسار ملوك المملكة العربية السعودية الذين تسلموا الأمانة بعد عبد العزيز على النهج نفسه في التوسعة والتطوير ) ([31]) .

( فأنشأت إدارة خاصة للإشراف على شؤون الحرمين من نواح مختلفة ، وهذه الإدارة أنشئت في 4 رمضان سنة 1384هـ بأمر من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، وكانت تعرف باسم ( الإشراف الديني بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ) ومهمتها تنحصر في الأمور الدينية في الحرم المكي فقط ، وكان المسجد النبوي تابعاً لوزارة الحج والأوقاف ، وظلت إدارة الإشراف الديني تؤدي واجبها حتى تحول اسمها إلى ( إدارة شئون الحرمين ) ، حيث ضم إليها الإشراف على أمور المسجد النبوي مع توسيع مسؤولياتها من الناحية التنظيمية أيضاً، وسميت هذه الإدارة منذ 30 المحرم 1390هـ الرئاسة العامة لشئون مزاولة مسؤولياتها في خدمة شئون الحرمين الشريفين ابتداء من شهر المحرم 1398هـ وسميت فيما بعد ( بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي([32]) .



وتشرف هذه الرئاسة على شئون الحرمين وتلبية متطلباتها من جميع النواحي الدينية والتنظيمية والإدارية وغيرها .

توسعة الحرمين الشريفين في عهد خادم الحرمين الشريفين :

اليوم ينظر المسلمون في شتى بقاع المعمورة إلى مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي على أنه درة الأعمال الجليلة التي يضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في خدمة الإسلام والمسلمين، وعقد من الآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور .

لقد وضع الملك المفدى هذا المشروع الذي تفخر به الشعوب الإسلامية في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة ، وأسبغ عليه كريم عنايته ورعايته ، وإشرافه الشخصي انطلاقاً من إيمانه العميق بأن أمانة هذه الدولة ومسؤوليتها مرتبطتان بما يوفق الله –تعالى– قيادتها لإنفاقه وبذله عليهما أداء للواجب واضطلاعاً بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد ، وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله تعالى ، والاحتساب لديه بخير الأعمال وصالحها ، وتسهيل أداء المسلمين مناسكهم ، وتوفير الأمن والطمأنينة لهم ، ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين الآن الذي لمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها .([33]) ولإنجاز هذه الآمال الجليلة أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه من الملك المفدى ما يزيد على 42 مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين ، منها 12 ملياراً أنفقت في السنوات الأخيرة فقط لتوسعة المسجد الحرام و 30 مليار ريال أنفقت لتوسعة المسجد النبوي الشريف التي أنجزت بالكامل([34])، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيلة الأعوام الماضية خلال جولاته التفقدية السنوية الطيبة على متابعة مراحل العمل في هذا المشروع العملاق ، ومعرفة ما أنجزه ، ومناقشة المختصين عن كل صغيرة وكبيرة، حرصاً منه على أن يظهر المشروع في قمة الدقة والإتقان جزى الله حكامنا وولاة أمرنا خيراً على جهودهم الحثيثة وسعيهم المشكور في خدمة الدين والوطن ، ونفع الإسلام والمسلمين بدءاً من المؤسس الأصيل لهذا الكيان حتى رائد نهضتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.



هـ ـ مكانة علماء المملكة في نفوس المسلمين :

( لم يخل عصر من العصور التي أعقبت ظهور الإسلام من دعاة في مختلف الأقطار سواء أكانت إسلامية أم غير إسلامية ، منهم من يدعو بلسانه ، ومنهم من يدعو بقلمه ، وما زالت آثارهم ناطقة بلسان الدعوة في كتبهم حتى اليوم ) ([35]) .

جاء في كتاب ( رجال الفكر والدعوة في الإسلام ) ([36]) ما نصه : ( إن الأديان والعقائد لا تقوم بنفسها ، ولا تستطيع النهوض لمجرد أن الله شرعها وأنزلها على رسله، بل لا بد لازدهارها من رجال يخلفون في الحفاظ عليها الرسل والأنبياء حتى يحفظوها من تيارات الزيف وسيول الشبهات التي لا يخلو منها عصر من العصور ) ، ثم أتبع قائلاً : ( إن أي عصر إسلامي مهما بالغ التاريخ في تعظيم سوءاته وتضخيم هناته ، لم يكن يخلو من مسلمين وموحدين يعارضون الانحراف ، ويحاربون الافتراق ، رغم تجاهل التاريخ لجهودهم ، وعكوف المؤرخين على ترجيح كفة خصومهم ، وهذا التصور على نشأة الدعوة السلفية بالدرعية بتوفير جهود الإمامين الفاضلين الشيخ محمد ابن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود ) .

فعندما وفد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أمير الدرعية محمد بن سعود بن مقرن فاراً بدعوته من منطقة العيينة من تآمر شيوخ بعض القبائل آنذاك ضده وضد دعوته ، وتوجسهم من آثار انتشارها على مكانتهم الاجتماعية استقبله الأمير محمد بن سعود ، وأكرم وفادته ، بعد أن استفسر منه عن مضمون دعوته ، ووجد أنها تدعو إلى العودة لأصول الدين الحنيف ، تبنى ابن سعود دعوة الشيخ ، وتعهد بنصرتها ونشرها .

هذا الإكرام الذي لقيه الداعية المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الإمام محمد بن سعود كان هو ديدن الحكام من آل سعود مع أهل العلم على مر العصور ، فقد حظي العلماء في كنفهم بكل رعاية واهتمام واحترام وتبجيل ، وأفسح القادة من آل سعود للعلماء مواقع رفيعة في صفوف المجتمع ، ووفروا لهم كل الدعم لأداء مهمتهم في شرح أصول الدين ، وتعميق العقيدة في النفوس .

وهذا كان من توجيهات الدولة السعودية التي أقيمت على عقيدة الإسلام ، فقد أفسحت للعلماء كل المواقع ، لكي يشاركوا في مختلف المجالات القضائية والدينية والتعليمية والتنظيمية وغيرها .

ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – حظي العلماء في كنف هذه الدولة بكل تقدير وتكريم ) ([37]) .

وقد حرص الحكام من آل سعود على رعاية العلماء وعونهم في مهامهم ، يؤكد هذا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بقوله إن العلماء وطلبة العلم هم أبناء وإخوان مخلصون ، يحظون بكل الاهتمام )([38]) . وقد تجسد هذا الاهتمام والتكريم في أشكال شتى :

( حيث يحرص الملك وولي العهد على استقبال العلماء والمشايخ بترتيب ثابت ، مرة واحدة على الأقل أسبوعياً ، لتأكيد مكانة هؤلاء العلماء لدى ولاة الأمر ، وحفظ مركزهم ، وهيبتهم أمام عامة الناس ، إضافة إلى أن أبوب مجالسهم مفتوحة جميعها أمام أي رجال العلم من أجل أي شأن يراه أو رأي يبديه أو مشورة يتقدم بها ) .

( كما يحرص الملك وولي العهد والأمراء على إجلال العلماء وتوقيرهم وإحاطتهم بأكبر قدر من العناية الشخصية والاجتماعية ، كما أنه من منطلق الأسس الإسلامية التي أسست عليها المملكة العربية السعودية ، فإن للعلماء دوراً مهماً وعليهم مسؤولية كبيرة في المجتمع السعودي في الداخل والخارج .

وبالإضافة إلى وظائف القضاء يشارك العلماء في تولي العديد من الوظائف المهمة، التعليمية والإعلامية والثقافية خاصة في مجالات الدعوة الإسلامية ، وتدريس علوم الفقه والحديث والسنة وعلوم القرآن الكريم ، وبذلك نستطيع أن نقول : إن قطاعات الدولة السعودية لها إسهامات ملموسة في مجال الدعوة )([39]) .

فنسأل الله أن يحفظ هذه البلاد وييسر لها السبل والوسائل لتثبيت دعائم الدين ، ومناصرة الدعوة ، وأن يوفق قادتها ، ويمنحهم العون والتوفيق ، ويقيهم شر المغرضين والحاقدين ، ويرد كيد أعدائهم في نحورهم ، إنه ولي ذلك والقادر عيه وهو نعم المولى ونعم النصير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المكانه الدينيه للملكه العربيه السعوديه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المكانه الديينيه للملكه العربيه السعوديه
» البطولات المحليه للملكه العربيه السعوديه
» تاريخ لعبة الكاراتيه ومؤسسها بالمملكه العربيه السعوديه
» تابع
» تابع موضوع الرياضة للجميع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تاريخ التربية البدنية :: الموضوعات العامة :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: