المصارعة الأولمبية

تعتبر المصارعة من الألعاب القتالية وفنون الدفاع عن النفس, تتطلب مجهودا جسديا قويا, من قوة وتحمل القوة ومرونة ورشاقة وسرعة حركية. يتصارع فيها شخصان على حلبة مخصصة, وتشمل نوعين الرومانية –اليونانية والحرة.

نبذة تاريخية


تعتبر المصارعة من فنون الدفاع عن النفس, عرفها الإنسان في حضارات مختلفة وقديمة جدا وكانت من أساس البرامج العسكرية, وهي تعتمد على القوة والمهارة معا.

عرفت مصر المصارعة على أيام الفراعنة وما يشير إلى ذلك الآثار والرسومات الفرعونية في مقابر بني حسن حيث يوجد أكثر من 200 حركة مصارعة تشبه المصارعة الحرة المعروفة اليوم, وعرف أيضا اليابانيون المصارعة العام 25 قبل الميلاد, وكانت السومو إحدى أشهر أنواعها, يشارك فيها رجال ذو أوزان كبيرة, يتبارزون بحضور الإمبراطور.

لكن الشكل الأقرب للمصارعة الحديثة في التاريخ القديم يعود إلى الشعوب الإغريقية, التي أولت الرياضة عموما اهتماما كبيرا, خصوصا في اسبارطه حيث كانت الرياضة إلزامية, تهدف إلى بناء الجسم المتناسق وإكسابه اللياقة البدنية إضافة إلى استخدام مهارات المصارعة للدفاع عن البلاد.

وشكلت المصارعة إحدى أهم أنواع الرياضة التي تحقق الأهداف المرجوة في بلاد الإغريق فمجدها شعراؤهم وكتّابهم, ونقشت حركاتها وأوضاع المصارعين على نقود وأواني خزفية, وورد ذكرها في الأساطير اليونانية كمعركة زيوس وكرونوس التي أقيمت على إثرها احتفالات دينية في وادي جبل أولمبيا تخليدا لانتصار كرونوس وكانت السبب في إقامة الألعاب الاولمبية القديمة.

وعرف الإغريق نوعان من المصارعة, الأولى يبدأها المصارعون من الوضع وقوفا, أما الثانية فيكون الوضع الأساسي فيها جلوسا.

وبعدما أصبح الرومان يشرفون على الألعاب الأولمبية القديمة, إثر غزوهم لبلاد الإغريق, استخدموا شعوب الأخير كعبيد لتعليم الشباب الروماني المصارعة وفنونها, خصوصا أن الشعب الإغريقي أكثر ثقافة من الروماني.

ونتيجة لتمازج الحضارتين ولدت مصارعة "الغريكو-رومان" المعروفة إلى اليوم, حيث اندمجت طرق المسك اليونانية مع الرومانية.

أما في التاريخ الحديث فعرفت ألمانيا المصارعة, ونظمت أول عروضها عام 1880, وبعدها بتسع سنوات أنشئ الاتحاد الألماني في بلدة ديوزبورغ .

والعام 1912 تم تأسيس الاتحاد الدولي للمصارعة على هامش دورة استوكهولم الأولمبية, (التي استبعدت المصارعة الحرة من دورتها نتيجة لتداخل قوانينها مع الغريكو- رومان) وكان مقره في السويد, قبل نقله إلى فرنسا العام 1946 ثم إلى سويسرا العام 1965 في لوزان, حيث ما زال المقر الرسمي موجودا حتى الآن. ومع هذا التحاد تم فصل قوانين المصارعتين.



نبذة أولمبية


تم إدراج المصارعة في البرنامج الاولمبي ضمن أول دورة أولمبية العام 1896 في أثينا حيث كانت مصارعة الغريكو-رومان أو اليونانية الرومانية فقط أما الحرة فأول ظهور لها يعود إلى للعام 1904 في دورة سان لويس الأميركية, والغياب الوحيد للمصارعة حصل في دورة باريس 1900.

ومنذ دورة 1920 في انفير بلجيكا, اشتمل دائماً البرنامج الاولمبي للمصارعة على الفئتين المصارعة اليونانية-الرومانية والمصارعة الحرو وقبل ذلك كان البرنامج يشتمل على أحد النوعين وغالباً اليونانية-الرومانية باستثناء دورة 1908.

على الصعيد النسائي فإن التاريخ الأولمبي لرياضة المصارعة النسائية يعود لدورة 2004 فقط حيث شاركت السيدات في مسابقات المصارعة الحرة.

وشهدت الأوزان والتسميات تغييرات عديدة فبعد أن كان هنالك عشرة أوزان منذ دورة 1972 انخفض العدد لثمانية في سيدني مع تعيدل في الوزن, وفي بكين سيكون العدد سبعة في كلي النوعين لدى الرجال. فيما تنافس السيدات في أربعة أوزان فقط.

تعتبر روسيا اليوم الدول الابرز في المصارعة اليونانية-الرومانية فيما تنافس الولايات المتحدة الاميركية الروس في الحرة, التي يبرز فيها أيضاً الإيرانيون والأتراك والمنغوليون.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]