فيصل النفيعي طالب ممتاز جدا
عدد المساهمات : 100 تاريخ التسجيل : 28/03/2010
| موضوع: دور حصة التربية البدنية في تنمية الصحة البدنية والنفسية الخميس أبريل 08, 2010 9:23 am | |
| دور حصة التربية البدنية في تنمية الصحة البدنية والنفسية
بالإضافة إلى فوائد الانتظام على ممارسة النشاط البدني في مرحلة الطفولة والشباب تشير العديد من الهيئات العلمية المتخصصة إلى أن هذه الفوائد يمكن أن تكون على مستوى الفرد والمجتمع ، حيث ازداد الاهتمام مؤخراً بالوقاية من هذه الأمراض السالفة الذكر في سن مبكرة، وعلى هذا انصب شغل الكثير من الباحثين والهيئات المختصة في معرفة العلاقة بين مستوى النشاط البدني لدى الأطفال ونموهم وتطورهم البدني. من هذا المنطلق تبنت الكثير من الدول المتقدمة سياسات تشجع على زيادة النشاط البدني اليومي لأفراد مجتمعاتها، وأصبحت المدرسة قناةً ومنفذاً مهماً لتحقيق هذا الهدف. وهنا يكمن دور التربية البدنية المدرسية كون حصة التربية البدنية هي الوقت الوحيد الذي يمارس فيه جميع الطلاب وبصورة إجبارية نوعاً من أنواع الأنشطة البدنية. وهذا يؤكد على أهمية حصة التربية البدنية كونها منفذاً أو قناة للمسؤولين للتدخل من خلالها وخصوصاً للأغراض الوقائية. وفي الحقيقة فإن دور حصة التربية البدنية يتعدى كونها مكاناً لممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة مما يعود على الأطفال والشباب بالفوائد الصحية التي ذكرناها منذ قليل ، فدورها يزيد عن ذلك بكثير حيث أنها مجالاً لإعداد الأطفال للانتظام على ممارسة النشاط البدني طوال العمر حتى تصبح هذه الممارسة سلوكاً لهم في المستقبل وهذا يساعد على منع الخمول وقلة النشاط الحركي في الأجيال القادمة مما يزيد من المردود الإيجابي لهذه السلوكيات ، وخصوصاً فيما يتعلق بالوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والتي تعتبر القاتل رقم واحد في البلدان المتحضرة. وكما ذكرنا سابقاً فإن قلة النشاط والحركة خلال مراحل العمر هي العامل الرئيس للإصابة بأمراض العصر، وهذا ما تؤكده الهيئات العلمية المختصة . وإذا علمنا أن الآثار السلبية لقلة النشاط والحركة ربما لا تظهر إلا في مراحل متقدمة من العمر ، بدءً من سن الأربعين تقريباً ، فإننا يجب أن ندرك أنه في الحالات التي يكون فيها متوسط أعمار المجتمع منخفضاً ، كما هو الحال في مجتمعنا ، فربما نكون أمام كارثة صحية (لا قدر الله المكروه). ولقد أدركت الكثير من الدول المتقدمة هذا الموضوع وأعطته جل اهتمامها انطلاقاً من مبدأ الوقاية خير من العلاج, وخصوصاً إذا كانت تكلفة العلاج تعادل أضعافاً مقارنة بتكلفة الوقاية. فعلى سبيل المثال نجد أن دولة مثل كندا قد وفرت ما يعادل 190 مليون دولارا في تكلفة العناية الصحية لعام 1995م عندما كان هناك زيادة في حدود 16% في الفترة ما بين 1981م-1995م في عدد الأفراد الذين يزاولون ما يكفي من الأنشطة البدنية لخفض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية، وهذا المثال ورد مع عدة أمثلة في تقرير لمنظمة الصحة العالمية، حيث أشار هذا التقرير أيضاً إلى أن زيادة بمعدل 1% في عدد الممارسين للنشاط البدني من الكنديين ربما تؤدي إلى خفض في الإنفاق الصحي بما يعادل 10.2 مليون دولار على الأمراض القلبية وحدها. بعد هذا كله لا يمكن لفرد لديه اهتمام بصحة مجتمعه أن ينكر دور المدرسة بشكل عام ودور حصة التربية البدنية بشكل خاص فيما يخدم صحة المجتمع البدنية والنفسية.
| |
|